الأبناء و لمسة الحنان.. حاجة أم ضرورة ؟!

الأبناء و لمسة الحنان.. حاجة أم ضرورة ؟!
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً وشبك بين أصابعه" متفق عليه.
بلا شك أن العلاقة بين الأم والأب والأبناء ضرورية، وخاصة إذا كنت مبنية على أسس دينية قويمة. فالأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع، ومتى ما كانت أسسها قوية والعلاقات بين أفرادها رائعة ومتماسكة وقوية، كان المجتمع قوياً ومترابطاً.
فديننا الحنيف يشدد كثيرا على الحفاظ على أواصر العلاقات بين الأفراد في الأسرة الواحدة فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) . ولكي تستمر هذه العلاقة، وتكون لها فاعلية يجب على أفراد الأسرة، وبدأً بالوالدين ( الأم والأب) أن يحسنوا معاملة أبنائهم وتربيتهم.
فقد لاحظت كثيراً أن بعض الأهالي يفتقدون لمثل هذه العلاقات بين أفراد الأسرة. ويستكثرون الكلمات الرقيقة، واللمسات الحانية على أبنائهم ، فنجد أبناءهم ينشأون وهم غير مستقرين ، ويعانون من أمراض نفسية كثيرة، ويتصرفون بأساليب غريبة وقد تصلْ إلى ارتكاب الحماقات والأخطاء الفادحة، بسبب سوء معاملة والديهم لهم.
فالتفكك الأسري، والجفاف في التعامل والجفاء في العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة تؤدي بالأبناء إلى العيش في دائرة التشتتْ والضياع. ولو أحسن الوالدان معاملة أبنائهم ، وراقبوا تصرفاتهم معهم ، وتقربوا منهم ، واستمعوا لمشاكلهم، وحاوروهم بأسلوب حضاري لصلحت الأسرة ، وقويتْ أركانها. ففي إحدى
المرات، فاجأتني إحدى الزميلات وهي متزوجة بسؤالها، فقد سألتني " : كيف تكلمين أبناءك بهذا الأسلوب؟ فاستغربتْ سؤالها! فقلتْ لها ماذا تقصدين؟ فقالت:لاحظت كثيراً عند اتصال أبنائك بكِ، تنادينهم بكلمات " حبيبي" و "حبيبتي" ، وكلمات حانية ورقيقة وأسلوب المزح والدلعْ! " فقلتْ لها: وكيف تريدينني أن أكلمهم؟ وأتعامل معهم؟ فقالتْ: أنا أفتقر كثيراً لمعاملة أبنائيّ بهذا الأسلوب ، بالرغم أنهم صغار السن!
. هذه إحدى الأمهات ، التي تعترف بقصورها في معاملة أبنائها ب ( حنية) ورقة ، وملامستهم والمزاح معهم وملاطفتهم. ماذا يتطلبْ منا كآباء وأمهات لكي نُحسنْ معاملة أبنائنا؟ فالكلمة الطيبة أثرها كبير على
الطفل . وللآسف، هناك الكثير من الآباء والأمهات ، انشغلوا بأمور الحياة الدنيوية، وكثرة همومهم ومشاكلهم ولهثهم وراء المال والأمور الأخرى، عن أبنائهم ، مما أثر في علاقاتهم بأبنائهم، وحدثتْ فجوة كبيرة بينهم. وضاع الأدب والاحترام، وأصبحت علاقاتهم (رسمية) و
( جافة) خالية من الحنان والرأفة. وبالتأكيد هذا سينعكس على معاملة الأبناء لآبائهم. لذا نجد (الكثيرين) من الأبناء أودعوا آباءهم وأمهاتهم في دار المسنين، ومنهم من ألقى بهم في الشارع ، ومنهم من تركهم عند أبواب المستشفيات دون رأفة ولا رحمة، ولو رجعنا للوراء لوجدنا أحد أهم الأسباب لهذا العقوق هو (سوء معاملات أبنائهم وأمهاتهم لهم). همسة أخيرة:
" لكل أم وأب، أدركوا الوقت وس ارعوا بضمْ أبنائكم إليكم، وأحسنوا معاملتهم، وملاطفتهم، وأكثروا من استخدام الكلمات الحانية والرقيقة معهم. استمعوا لهمومهم، وحاوروهم ، ولا تهملوهم كي لا تخسروهم"__
 منى الابرك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحث عن المشكلات المدرسية

طريقة العمل مع الحالات الفردية

الأهداف الأساسية للمعسكرات :