الكذب عند الأطفال.. مظاهره وعلاجه

الكذب عند الأطفال.. مظاهره وعلاجه
الطفل هو تلك الصفحة البيضاء التي يقع على الأهل مسؤولية الحفاظ عليها وطريقة العناية به وبرمجتها لكي تصبح فرداً فعالاً في مجتمع متطور. وطبعاً يحتاج كل طفل إلى عطف وحنان والديه كما يحتاج إلى أن يعتمد على نفسه في كثير من المواقف وأن يتصرف كفرد له حقوق يجب أن نحترمها جميعا، ولكن بعض الأطفال في هذا المجال يلجأون إلى "الكذب" لأن مرحلة معينة من العمر التي تمتد من عمر السنوات الثلاث أو أربع سنوات إلى ١٢ سنة هي مرحلة خيالية ويبنون
أقوالهم في هذا المجال على هذه الأحلام مما يضطرهم إلى اختلاق حالة من الواقع الكاذب بالنسبة لنا.. وهذا ما يدفع الأهل إلى الاعتقاد بأن أولادهم يكذبون ولكن الواقع مغاير تماماً ولهذا على الأهل أن يتفهموا أولادهم ولاسيما الأم التي يجب أن تكون واعية تجاه تصرف أبنائها وأن تدعهم يكذبون لأنهم بالفعل لا يكذبون بل ينقلون ما يرونه في خيالهم.
إن تأليف القصص في هذا العمر أمر طبيعي والولد يخترع هذه القصص من أجل المتعة فلا داعي لتأنيب الولد أو حتى جعله يشعر بالذنب.
وعندما نواجه ولداً يكذب يجب علينا أخذ عنصرين بعين الاعتبار:
أولاً: وظيفة الكذب.
ثانياً: استمراريته وتطوره.
* كيف يتطور الكذب عند الطفل في عمر أربع أو خمس سنوات يكتشف الولد أن هناك خياراً جديداً في الحياة وهو أنه يستطيع ألا يقول كل شيء! بعدها يكتشف أن بامكانه أن يقول أشياء غير موجودة (مثل اختراع رواية)، إن هذا الاكتشاف مرتبط بشكل وثيق جداً بتطور النطق، فالكذب عند الطفل يبقى له هو وملكه الشخصي، من هنا رغبته بألا يقول كل شيء وأن يخفي بعض الأشياء عن الآخرين.
والطفل في هذه المرحلة لا يملك القدرة الذهنية لتمييز العالم الحقيقي من العالم الخيالي، وتطور  النطق السريع لهذه المرحلة يجعلنا نفهم لماذا يستمتع الطفل باختراع وتأليف القصص أمام   "الآخرين". لكن في عمر ٨ سنوات يبدأ الولد بالتمييز بين الصح والخطأ في محيطه وهذا أمر طبيعي في مجرى التطور الأخلاقي عند الإنسان، ففي مثل هذا العمر تترسخ الأخلاق والقيم الاجتماعية  يتعلم "الطفل" أن قول الحقيقة شيء مرغوب فيه اجتماعيا، ومن ناحية أخرى يتعلم أن الكذب قد يساعده في الدفاع عن نفسه في مواقف معينة.
* ما أنواع الكذب التي نلمسها عند الولد؟
١- الكذب الوظيفي:
(وهو شبيه بكذب الكبار) أي الكذب النفعي مثل الكذب حول العلامات المدرسية.. إن ردة فعل الأسرة على هذه الأكاذيب هي التي تقرر مصير هذا السلوك، فاللامبالاة أو التصديق يعززان الكذب عن الولد.
أما المبالغة في تلقين الدروس والمواعظ الأخلاقية فقد تؤدي إلى وقوع الولد في سلسلة من الكذب المتكرر (يكذب مرة ثانية لتغطية الكذبة الأولى). من المهم جداً أن نشير إلى الولد أننا انتبهنا إلى أكاذيبه من دون الإصرار المبالغ على ذلك، فهكذا يتعلم الطفل أن الكذب لا ينفع علماً بأن
أكثر أسباب الكذب هي لفت الانتباه أو الانتقام من الأهل، كما أننا نذكر بأهمية دور الأهل كقدوة في  سلوك أولادهم، فقد يكذب الأهل على أولادهم وهكذا تصبح كلمتهم دون مصداقية لدى الأولاد ويصبح الكذب أسلوب التعامل مع الآخرين داخل المنزل وخارجه.
٢- الكذب التعويضي:
وهو يمنح الولد امتيازاً معيناً مثلاً عندما يخترع الولد انتماءه إلى عائلة غنية وأب ذي مكانة اجتماعية مرموقة أو يخترع إنجازات مدرسية متفوقة أو بطولات رياضية خارقة. في سن الطفولة تعتبر هذه الأكاذيب طبيعية حتى عمر ٧ سنوات فلا داعي للقلق، فالطفل لا يميز عالم الواقع من الخيال فهما مندمجان عنده، لذا من المرفوض معاقبته لأن الوعي الأخلاقي لم يتشكل عنده بعد وهذا النوع من الكذب يزول تلقائياً عندما يكبر.
أخيراً، نود إنذار الأهل بعدم الانجراف في خيالهم أمام الأولاد بقصص خيالية فإن ذلك يجعل الولد يقارن باستمرار بين قصص وألاعيب أهله وقصص وألعاب الرفاق أو حتى المعلمة.
* إرشادات لمواجهة الكذب عند الأولاد
 - عدم تحقير الولد أو جعله يشعر بالندم.
- عدم مناداة الولد بالكاذب.
- عدم اس تعمال العنف بل استبداله بعبارات التوجيه والإرشاد الهادئة.
- عند اكتشاف أن الولد يكذب نقول له بكل بساطة "أخبرني كيف كان الأمر لا
كيف تريده أنت أن يكون".
- العمل لتحويله عن نزعته نحو التباهي والتركيز على الأنا لدرجة اختراع الأكاذيب اللامتناهية.
- معالجة الولد بإشاعة الثقة في نفسه وإسقاط هالة الخوف المسيطرة على تفكيره.
- التأكد من أن الولد يعلم أنك تحترمه لأنه قال الحقيقة.
- يجب أن يعلم الطفل أنه سوف يفقد ثقة الآخرين إذا استمر بالكذب وتوضيح هذا الأمر له باستخدام وسائل ملموسة (قصص ألعاب). - يجب أن يعلم الطفل أنك تريد الاستماع إلى الحقيقة حتى ولو كان في الأمر ما يجرحه وأنك تريد
مساعدته وليس معاقبته .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحث عن المشكلات المدرسية

طريقة العمل مع الحالات الفردية

الأهداف الأساسية للمعسكرات :