كيفية التعامل مع المشكلات السلوكية وتعديل السلوك

                        
  
كيفية التعامل مع المشكلات السلوكية وتعديل السلوك
      العلاقة مع الشخص(المسترشد) وجمع المعلومات عنه :
           يبدأ الاخصائي عادة بتوفير جو من الثقة بينه وبين الشخص ويكون ذلك لازم في المعالجة الناجحة , ويغلب أن يتم ذلك بدون تأخير وبخاصة  حين يبدوللشخص أن الاخصائي يفهمه ويتقبله وأنه يرغب في التعاون معه في مواجهة الأمر الواقع وأن لدى الاخصائي عدد من الوسائل تمكنه من تقديم المساعدة ويغلب كذلك علىالاخصائي المتمرس آلا يستعجل في استعمال الوسائل وتفضيلها قبل أن تتبين له حدود المشكلة فقد تضعف السرعة ثقةالشخص بالاخصائي وتقوي الاعتقاد لديه بأن الشخص لم يفهمه بعد الفهم الجيد ويستمر عمل الاخصائي تدريجياً بعد ذلك الى تكوين معلومات شاملة وكافية  عن الشخص وتكون لهذه المعلومات مكانة عظيمة في فهم  الاخصائي مشكلة الشخص وفي وضع الفرضيات حول ما ينطوي عليه تكون المشكلة واستمراره وفي وضع المخطط العلاجي وينطلق الاخصائي بهذه الطريقة السلوكية من اعتقاده بأن لكل مشكلة عوامل تكفي بالتسبب بوجودها وفي فهم حدوثها
         يلح هذا الاتجاه في المعالجة على الملاحظة ودقتها وشمولها وماتؤديه من وظائف يجب آن تحيط الملاحظة بكل أقوال الشخص وحركاته و أفعاله  وأشكال سلوكه وحين يكون من الممكن الوصول إلى معرفة كمية يجب تنفيذ ذلك بوسائل القياس الممكنة فإذا ظهر ما هو غامض لدىالشخص طرح الاخصائي ما يريده من الأسئلة وقد يطرح أسئلة لأغراض أخرى للحصول عن معلومات عن نقاط لم يذكره الشخص والتعرف على بعض مواقف الشخص وموجهات سلوكه ومستوى ما عنده من ثقافة وصلات بالآخرين في مجتمع الآسرة و المجتمع الخارجي (مرفق نسخة من نموذج الاسئلة المستخدمة في دراسة الحالة)وتساعد الملاحظة وما فيها من أسئلة على آن يشعر الشخص بان الاخصائي يسعى لان يفهمه فهماً عميقاً وشاملاً ويخدم ذلك في تمكن الثقة والعلاقة وتنفيذ الاخصائي مخططه العلاجي فإذا أراد الشخص آن يصل إلى معرفة افضل من الاخصائي نفسه فان الاخصائي يوفر له الفرصة وقد يقدم بعض المعلومات عن ما تنجزه أساليب العلاج ومن خلال المعلومات المتكونة لدىالاخصائي يعمل الاخصائي تدريجيا لتكوين صورة لديه عن ما يرى آن االشخص يشكو منه
          يسعى الاخصائي إلى معلومات متكاملة عن المشكلة والمتعالج ويدخل في ذلك بدء ظهور المشكلة وتطورها وتكرارها وأثارها في حياة الشخص والأشخاص الذين تدخلوا في حدوثها وقد يطرح  أسئلة خاصة بهذا الاتجاه وقد تتجه الأسئلة إلى عدد من الأوامر التفصيلية : بينها شؤون في تاريخ حياةالشخص وحياته الجنسية وعلاقاته داخل الآسرة وخارجها وما صادفه من أمور يعتبرها ذات قيمة كبيرة في حياته وقد يستدعي الآمر في حالات آن يطلب من الشخص سجلاً زمنياً ولفترة من الزمن , عن مختلف أعراض المشكلة والمناسبات التي تظهر فيها وقد يدعم الاخصائي موقف الشخص بأن يفسر له بعض نواحي التفاعل في تكون السلوك لدى الإنسان وتطوره ويبقى الغرض الأساس للاخصائي آن يفهم كيف ومتى بدأت المشكلة , ولماذا حدثت , وممن تعلم الشخص سلوكه الحالي
          وتنتهي فترة جمع المعلومات هذه إلى تكوين االاخصائي فرضية آو اكثر حول تكون المشكلة لدىالشخص وإطارها والى نوع من اختيار المخطط العلاجي وتقنياته والى نوع من التفاهم بين الاخصائي والشخص حول الطريقة التي يؤثر الاخصائي سلوكها وقد ذكر سلون وجماعته آن هذا التفاهم كان في كثير من الأحيان مما سهل عمل الاخصائي واسهم كثيراً في تيسيره
          المعالجة السلوكية بأحداث النفور:
          يكون الربط الاشراطي بين استجابة غير مرغوب فيها وألم يمر به الشخص يأتيه من مثير إشرا طي القاعدة الرئيسية في المعالجة القائمة على أحداث النفورويمكن توضيح ذلك بالمعادلة التالية :
مثير شرطي------------> استجابة غير مرغوب فيها


             مثال على ذلك :
            مريض إدمان الخمريتوقع أن يشعر بلذة عند تناول الشرب ,ولكنه يشعر بالمغص والألم والقيئ إذا دسسنا له في الشراب مادة مسببة للقيئ ,فينفر من الخمر ويكرهه ويشمئز منه في المستقبل .    


          استعملت هذه الطريقة في معالجة أطفال يقومون بسلوك مؤذ لهم مثل عض الأصابع وضرب الرأس بالحائط وعض اللسان وكان مصدر الألم في المثير الاشراطي صدمة كهربائية مؤلمة ولكنها لا تؤدي إلى إذاً يلحق بهم وتستعمل الطريقة ألان استعمالاً واسعاً في معالجة الإدمان على المسكر والإدمان على المخدرات والتدخين المفرط والانحرافات الجنسية ويتنوع الآن المثير الاشراطي الذي يسبب الألم ويتنوع  كذلك الطريق المعتمد في إدخال الألم في عملية المعالجة وقد بين دراسة تتبعيه موضعها أربعة وعشرون من المنحرفين جنسياً أن هذه الطريقة من المعالجة القائمة على أحداث النفور كانت ناجحة في تعديل السلوك الجنسي غير المناسب
          السير المنظم للمعالجة السلوكية وتعديل السلوك:
         يسير اللقاء الأول بين الاخصائي والشخص الذي يعاني من مشكلة سلوكية وما يتناسب مع ما يجري في لقاءات العلاج الأولى والشروط التي تحيط بها مع إلحاح شديد على الملاحظة وجمع المعلومات عن الشخص يتوافر جو الثقة و إقامة العلاقة الوثيقة بين الطرفين والرغبة في التعاون والمصارحة ويختارالاخصائي من خلال كل ذلك ومن خلال فهمه لطبيعة الاضطراب الإستراتيجية المناسبة في مواجهة الاضطراب أو المشكلة لدى الشخص وذلك من ضمن التقنيات المنوعة, ولكن ثم آمرا يبدو واضحاً في إجراءات المعالجة السلوكية وتعديل السلوك هو أن كل إستراتيجية تعتمد بمثابة تنظيم لفحص فريضة حول الاضطراب وافضل وسيلة في معالجته والتجريب أو التطبيق الفعلي هو الحكم الفصل في الاستمرار في تلك الاستراتيجية أو في ضرورة التغير والتعديل وهنا يكون الأمر الواضح الثاني المميز لهذا الاتجاه في المعالجة وهو ضرورة المرونة في الاستراتيجية المعتمدة بحيث تخضع للتعديل المنظم حين تقتضي شروط التطبيق ذلك .
          ومن التقنيات الهامة في العلاج السلوكي :                                                                                           1_( خفض الحساسية المنظم) :أو إزالة الحساسية السلبية أو الاستجابة الغير مرغوب فيها بالتدريج المنظم. وهنا يتم فقدان وسلب قدرة المثيرات على إثارة الخوف.مثال: نطلب من الشخص الإسترخاء, ثم نعرض المثيرات بشكل
          2   _التدريب التوكيدي :تكرار الممارسة والمهارات ,وبعد التدريب يشعر المريض بالثقة.
          3_التشريط البافلوفي:إقتران مثيرمصطنع (جرس) مع مثير طبيعي (الطعام).
          4_العلاج المعرفي :تصحيح أفكار ومعارف المريض والمامه بعدد من المعلومات.
          5_العلاج بالنفور:وقد وضحناها سابقاً,كأن ندس في المسكر مادة مسببة للقيئ ,فينفر الشخص المدمن من الخمرويكرههه ويشمئز منه في المستقبل.
          6_التعزيز: ثواب أوعقاب حسب نوع الاستجابة.
          7_الكف: استبدال استجابة بأخرى.
          8_هرم المثيرات: قائمة مفردات أوصور أو أشياء تعرض على الشخص بالتدريج ,من التجريد الى المشخص      
              ومن تلك التقنيات أيضاً المواجهة بالمثير.
          إجراءات ما بعد المعالجة السلوكية وتعديل السلوك :
         لقد أثبتت الإجراءات المنظمة بعد فترة المعالجة فائدتها الكبيرة في خفض نسبة الارتداد أو الانتكاس تبين ذلك في حالات الغولية وضعف نسبة المرتدين إلى المسكر بعد المعالجة السلوكية بأشكالها المختلفة حين قورنت هذه النسبة  مع ما جرى لدى غوليين لم تنلهم من هذه الإجراءات المنظمة بعد المعالجة وتبين ذلك في حالات عديدة من معالجة الانحرافات الجنسية : هنا كذلك كانت نسبة المرتدين على السلوك القديم "اللاتكيفي " ممن شملهم برامج إعادة التعزيز اقل بكثير ممن لم تشملهم هذه البرامج ومثل ذلك يقال في حالة العصابين وحالات من السلس الليلي والسلوك العدواني.
                                                                                                      

الاخصائي النفسي
د.وليد الناشف

         

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحث عن المشكلات المدرسية

طريقة العمل مع الحالات الفردية

جماعة الهلال الأحمر بالمدرسة