ظاهرة البويات
تداعيات وظواهر خطيرة تتسلل للمجتمعات العربية
ظاهرة البويات.. يوما بعد يوم تطل على مجتمعاتنا العربية ظاهرة جديدة وغريبة عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا.
لم تعد هذه الظاهرة حبيسة أدراج المعالجين النفسيين والاجتماعيين وإنما كسر جدار الصمت عن الموضوع وأصبح مادة إعلامية على صفحات الجرائد ومنتديات الإنترنت وشاشات التلفزة.
ومن ثم وجب علينا أن نعرض أسباب وحلول هذه المشكلة، ففي جامعاتنا ومدارسنا التي تزج بأمهات المستقبل هناك فتيات على هيئات رجال يتصفن بصفاتهم ويحذون حذوهم من .Lock" حيث الملبس أو الستايل أو اللوك ولماذا يصر المجتمع على توبيخهن وصدّهن بشتى السبل دون تقديم ما يدعم هذا الحرص والشفقة من خطوات صحيحة والسعي لتجنبهن هذا الطريق الوعر ونكتفي بعلاج لا يقدم غير مسكنات أو كبتا مقنعا لهذه العواطف وعدم التفكير في سبيل احتوائها.
الفتيات المسترجلات لم يجدن التقويم والتربية السليمة المعتدلة التي تجعل منهن فتيات عاقلات مبدعات في شتى ميادين الحياة لم يجدن إلا كلمة (لا) سمع من دون حوار بالإملاء والإلزام. ممنوع عليهن الإفصاح عن مشاعرهن الحسية الخاصة لأمهاتهن وآبائهن هربا من التوبيخ.
المسترجلة حالة مرضية إن لم تعالج مبكراً ستتفاقم (انحراف في  الشهوة الجنسية) فمنهن من تضطر للزواج لإرضاء الأهل والمجتمع وتستمر في مثليتها.
الأسباب
تعود إلى عدة عوامل اجتماعية:
سوء التربية المتمثلة في التفضيل الخاطئ للذكور على الإناث في مرحلة الطفولة وتخصيص الذكر بالألعاب والتدليل مع تجاهل الأنثى.
وفي مرحلة المراهقة رقابة الفتاة وترك المراهق الذكر يخرج ويدخل ويستخدم الهاتف والإنترنت دون رقابة صارمة، فيؤدي بذلك إلى حالة بغض الفتاة لأنوثتها وميلها إلى الاسترجال ويعلق في ذهنها أن الرجولة هي الأفضل فيؤدي ذلك إلى مرض نفسي وتحاول الفتاة التخلص من أنوثتها والتشبه بالجنس الآخر لاعتقادها أن الرجولة هي السبب في مطلق تفضيل الذكر على الأنثى. فقدان مفهوم الذات وضياع الهوية لدى الفتيات وهو ما لعب دوراً مهماً نحو الاسترجال.
بررت لي إحدى الفتيات استرجالها بسبب كراهيتها للرجال.
وأخرى استرجلت لأنها ليست ذات جمال جذاب وأقبلت على العنوسة وبررت استرجالها للحصول على احتياجاتها النفسية والجسدية.
ساهم في تفاقم هذه الظاهرة التقليد الأعمى للغرب في ظل الانفتاح الإعلامي بدلاً من غرس القيم وانتشار الفضائيات الخليعة التي تروج للرذيلة.
من الناحية الطبية
استرجال بعض الفتيات يعود لزيادة معدل هرمون التستستيرون لدى الفتاة تظهر عليها بعض علامات الرجولة كالصوت الخشن والشعر في الوجه واليدين وغيرها وتلك حالات طبية يمكن علاجها وبعضها يجبر الأطباء على تحويل الجنس وتلك حالات نادرة لا تشكل نسبة تذكر من ظاهرة استرجال بعض الفتيات.
العلاقات المثلية
الفتاة في مرحلة المراهقة تتغير نفسيتها حيث تبدي إعجابها بإحدى الفتيات أو تعجب بشاب وهذا بحكم التكوين النفسي (لفترة المراهقة) سيما وأن الدول الخليجية لا يوجد بها الاختلاط، لذلك تلجأ الفتاة إلى تفريغ الطاقة العاطفية على شكل إعجاب يتعدى الحدود ليكون أول الطريق إلى الشذوذ والعشق الشيطاني.
ويأتي عشق الفتاة لمثيلتها لأسباب إما لجمالها، لشخصيتها، أناقتها، فتصبح الفتاة هي الهاجس الوحيد للعاشقة إلى أن تصل إلى مبتغاها.
الأسباب المؤدية إلى العلاقات المثلية منها: الفراغ العاطفي ضعف الوازع الديني سوء العلاقة مع الوالدين وخاصة الأم.
افتقاد الفتاة إلى الحنان والحب من الأسرة وعدم الاهتمام بها والدليل على ذلك أن الكثير من الحالات التي تأتينا سببها التفكك الأسري.
تبين أن تلك العلاقات ناتجة عن مشاعر تمر بها الفتاة وقد تكون خارجة عن إرادتها فلابد من جهات لتفريغ هذه الطاقة.
.. وهناك أيضا أسباب اجتماعية ونفسية تعود إلى أن هناك عوامل بيولوجية وتشريحية وأخرى اجتماعية تلعب دوراً مهماً في تلك الظاهرة فمن الجانب التشريحي قد تكون لدى الفرد بعض المظاهر التشريحية الأولية والثانوية الواضحة والمميزة بوجود الخلايا الذكرية في مسام المبيض كظاهرة تكوينية لدى المرأة أو مناطق مسامية في الغدة التناسلية لدى الرجال.
وتنتج هذه الظاهرة الاجتماعية الخاطئة التي يعيش فيها الفرد التي لا تتوافر فيها التربية الأخلاقية الصحيحة.
ومن الأسباب أيضا الفشل في العلاقات الزوجية ومحاولة تعويضها بتلك العلاقة، وكذلك معوقات الزواج الكثيرة ومنها الاقتصادية.
العلاج
سبل العلاج كثيرة وأهمها:
* تقوية الوازع الديني والأخلاقي.
* الزواج في سن مبكرة.
* عقد ندوات ومحاضرات دينية لتبصير الطالبات والطلاب بحرمانية هذه العلاقة.
* أن تهتم المدارس بتكثيف دروس التربية الرياضية،
فالرياضة وسيلة لتفريغ طاقات الفتاة في هذه المرحلة العمرية.
* أن يتوافر في المدارس مراكز للإرشاد النفسي حتى تستطيع الطالبة اللجوء إليه في أي وقت لأن الانسجام النفسي هو من أهم الركائز للوقاية من الانحرافات والمشاكل عند الطالبات.
* إن أفضل علاج لهذه الظاهرة هو ضرورة خلق واقع ذاتي تلقائي إيماني للطالبات ثم توفير الجرعة العاطفية للفتاة في منزلها وللمدرسة دور كبير في التخلص من هذه الظاهرة.
* ومما يؤسف له أن مدارسنا وجامعاتنا تحولت إلى معارض للأزياء وأماكن للتنافس والمباهاة والمباهاة بوسائل التجميل والأزياء وكل ذلك على حساب رسالة العلم

جريدة الشرق القطرية
19-4-2011

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحث عن المشكلات المدرسية

طريقة العمل مع الحالات الفردية

جماعة الهلال الأحمر بالمدرسة