مصائد الضياع



مصائد الضياع

كلنا نعلم ما للإنترنت من فوائد تجعل من العالم شبكة متصلة، وتجعل من الحصول على المعلومات أمراً مرهونا فقط بالضغط على أزرار لوحة الكمبيوتر لنحصل على ما نريد.

وكلنا نعلم كذلك ما يمكن أن يكون للإنترنت من أضرار وسلبيات خاصة على شبابنا من الجنسين، خاصة أولئك الشباب الذين يستخدمون الشات ويدخلون لكثير من المنتديات والمواقع التي لا يدركون خطرها، ولا يقدرون حجم الضرر الذي قد يلحق

بهم من استخدام مصائد الضياع تلك دون ضوابط أو حدود.

إن ما يؤلمني حقاً هو ما قرأت وما سمعت من مئات القصص لشباب وفتيات على حد سواء، كان الإدمان على تلك المواقع والمنتديات سببا لضياعهم، ولفشلهم في الدراسة، بل والتسبب لهم في كوارث قد تودي بمصيرهم وتجعل منهم ضحايا أو

مجرمين بعد أن كانوا مستخدمين أو عابثين فقط..

كم منا قرأ قصة تكررت لمئات المرات وأكثر عن فتاة بدأ بها الأمر بأن فتحت رسالة في صندوق الرسائل الخاصة في المنتدى المسجلة به، لتجد كلمات إعجاب واطراء من أحد الشباب في المنتدى، ثم لينتهي بها المطاف في أحد المستشفيات بعد أن دارت حلقات تلك العلاقة المدمرة بين رسائل خاصة، وتبادل بريد إلكتروني وأرقام الهاتف، والمكالمات المطولة، ثم السقوط في فخ المقابلات المحرمة.. والانتهاء بها على قارعة طريق الضياع.

وكم أودت غرف الشات بمصير آلاف الشباب والفتيات الذين لم يكن عليهم رقيب أو حسيب حتى أوصلتهم للهاوية..

فهل وعينا وأدركنا هذا الخطر المحدق بأبنائنا وبناتنا وحاولنا أن نحميهم منه؟؟ لابد أننا ندرك أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الآباء والأمهات بالدرجة الأولى..

وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوّده أبوه فالتنشئة هي الأساس الذي تبنى عليه شخصية الطفل وسماته ودوافعه، وعندما يربى الطفل في سنواته الأولى تحديداً على

الخلق القويم وطاعة الوالدين، ويزرع فيه الوازع الديني، ويربى بحيث يدرك أن هناك رقابة صارمة عليه من قبل نفسه، وضميره، وربه، ثم تكون متابعة الأهل ورقابتهم بالقدر المناسب، لابد أن تؤتي هذه التربية ثمارها على المديين القريب والبعيد، والعكس صحيح.. وكم يثير دهشتي واستغرابي إهمال الأهل لفتياتهم،

وعدم التفكير حتى فيما تفعله ابنتهم لساعات طويلة وراء شاشة الكمبيوتر، وما يمكن ان تتعرض له من استغلال أو هدم فكري أو انسياق لأهواء لا تعدو ان تكون (كَسَرابٍ بِقِيعةٍ يَحسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ). النور 39 . فلنتق الله بأنفسنا وبأبنائنا، ولنحافظ

عليهم بحسن تربيتهم، وزرع الوازع الديني والرقابة الذاتية فيهم، ثم الاهتمام بهم وبما يدور في حياتهم، وصداقاتهم التي قد تجرهم إلى الجنة أو إلى النار.. والحذر الحذر من مصائد الضياع.

عبير تميم العدناني
Aladnani_qtr@hotmail.com

تعليقات

  1. نشكر الكاتبة عبير العدناني على كتابتها والسماح للمدونة بنشر مقالاتها لتعم الفائدة ولها خالص القدير والاحترام
    صاحب المدونة .

    ردحذف
  2. الشكر والتقدير لكم أخي الكريم
    علمنا الله وإياكم ماينفعنا ونفعنا بماعلمنا .. وزادنا وإياكم علماً..
    يسعدني ويشرفني طيب التواصل معكم
    عبير العدناني

    ردحذف

إرسال تعليق

شكرا لك على الجهد الطيب والله ولي التوفيق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحث عن المشكلات المدرسية

طريقة العمل مع الحالات الفردية

جماعة الهلال الأحمر بالمدرسة