
علـى نهج التطويـــر :
يجتـاز المجتمع المعاصر مرحلة
دقيقة من المتغيرات التطويرية المتلاحقة .. يستخلص فيها عبرة الماضي ، ويتطلع إلى
مستقبل مشرق ، وتنعكس هذه المتغيرات على المؤسسات والجماعات والأفراد ، وفي
مقدمتها مؤسسات بناء الإنسان ، ووزارة التربية والتعليم والشباب هي المعنية
بموائمة هذه المتغيرات ، وصياغتها ، وإعداد الفرد على التكيف معها ومعايشتها ،
والإسهام في متطلباتها .
ومن أجل ذلك أقدمت الوزارة على خطوة
واعية ، تستهدف التقييم الموضعي لما هو قائم ، ثم المزج الواعي مع متطلبات العصر
وسمات التطوير والتحديث ، انفتاحاً على الغد الأفضل ، فقامت بإطلاق رؤية 2020
لتطوير وتحديث التعليم بمجتمع الإمارات .
وانطلقت جائزة صاحب السمو الشيخ حمـدان
بن راشد آل مكتوم لتحقيق أفضل أداء تعليمـي متميز ، مؤمنة بأهمية قطاع التعليم
ودوره الأساسي في نهضة الأمم والشعوب ، وإعداد أجيال مؤهلة ومدركة لدورها
ومسؤولياتها وواجباتها تجاه وطنها وأمتها وعقيدتها ، والسير قدماً على طريق الجودة
والإبداع…
ولا شـك أن العمل الاجتماعي يؤدي دوراً
بارزاً في المؤسسة التعليمية الحديثة ، ويقع على عاتق الأخصائيين الاجتماعيين
مسؤولية القيادة في هذا المســار .
فالأخصائي الاجتماعي في المدرسة يقوم
بالعمل مع الطلاب والآباء والمعلمين والإدارة المدرسية ، في كل المواقف التي تتصل
بالخبرة المدرسية ، سواء في معالجة مشكلات سوء التكيف التي ترتبط بالأشخاص أو
الموضوعات ، إلى جانب العمل مع الجماعات وتنظيم البرامج الثقافية والاجتماعية ،
وكذلك العمل مع التنظيمات المدرسية كمجالس الطلاب ومجالس الآباء والمعلمين وغيرها
.
وعموماً فإن أهمية الخدمة الاجتماعية في
المجال التعليمي ترجع إلى أنها تعمل مع قطاعات كبيرة من قطاعات المجتمع ، كما أنها
تحظى باهتمام كافة المسؤولين عن إعداد الجيل الجديد الذي سوف يتحمل مسؤوليات
المستقبل ، فإذا نجحت الخدمة الاجتماعية المدرسية في دورها البناء تكون قد ساهمت
في تحقيق أهداف التنمية وتطور المجتمع .
لذا وضعنا هذا الدليل المختصر لمنهاج
عمل الأخصائي الاجتماعي في المدرسة شاملاً لممارسـة طرق الخدمة الاجتماعية في
المجال المدرسي ، وأهمية تعرفه على متطلبات المرحلة السنية التي يتفاعل معها
بأدواره المختلفة في كافة جوانب العمل مع هذه المرحلة .
والله أسأل أن يوفقنا جميعاً لخدمة طلابنا الأعزاء
المعتز بالله منجود
الغباشي
![]() |

ممارسات طرق الخدمة الاجتماعية
في المجال المدرسي
![]() |
v
الفصـل الأول : الخدمة الاجتماعيــة المدرسـيــة
v
الفصل الثاني :
خدمة الفــرد في المجـال المدرسـي
v
الفصل الثالث :
خدمة الجماعة في المجال المدرسـي
v
الفصل الرابع :
تنظيم المجتمع في المجال المدرسـي

الفصل الأول
الخدمة الاجتماعية
المدرسية
v
مفهومهـا
v
أهدافهـا
v
المجالات
الأساسية لعمل الأخصائي الاجتماعي المدرسي.
الخدمـــة الاجتماعـيـة المدرســيــة
![]() |
مفهوم الخدمة الاجتماعية
المدرسية
من المسلم به أن المدرسة ليست مؤسسة تعليمية فقط وإنما هي
مؤسسة تربوية تعليمية لها وظائفها الاجتماعية الهامة ، ومن الضروري أن يتم التفاعل
بينها وبين المجتمع المحلي ، فهي جزء لا يتجزأ من واقع هذا المجتمع تتأثر به وتؤثر
فيه وتعد أفراده للحياة وللمساهمة الإيجابية في تنميته .
والخدمة
الاجتماعية المدرسية رسالة تربوية قبل أن تكون مهنة وتقوم على :
-
مساعدة الطالب – كحالة فردية وكعضو يعيش في المجتمع – لتحقيق النمو المتوازن المتكامل الشخصية ،
والاستفادة من الخبرة التعليمية إلى أقصى حد ممكن ، وهي بذلك أداة لتنمية الطالب
والجماعة والمجتمع .
-
تنشئة الطالب اجتماعياً وتدريبه على الحياة والتعامل الإنساني
الإيجابي .
-
تزويد الطالب بالخبرات والجوانب المعرفية لإعداده لحياة
اجتماعية أفضل .
-
تعديل سلوكه وإكسابه القدرة على التوافق الاجتماعي السوي .
-
مساعدة الطالب للتعرف على استعداداته وقدراته وميوله وتنميتها
والاستفادة منها لأقصى حد ممكن .
-
التكامل مع المجتمع من أجل استثمار الطاقات البشرية المتاحة
وحفزها على العمل البناء ، وربط الطالب بالبيئة المحلية بما يحقق الرفاهية
الاجتماعية .
وبهذا المعنى تكون الخدمة الاجتماعية
المدرسية جانباً أساسياً محورياً في الوظيفة التربوية التعليمية للمدرسة .
أهداف الخدمة الاجتماعية
المدرسية
يمكن
تحديد أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية في :
1.
اكتساب الطلاب مجموعة من الاتجاهات والمهارات والمعارف التي
تتمثل في :
أ – اكتساب الطالب مجموعة من الاتجاهات الصالحة والتي من بينها :
-
الإيمان بالله ورسله
والإعزاز بالقيم الدينية التي تؤمن سلوكه .
-
الانتماء للمجتمع
المحلي والقومي والإنساني .
-
الإيمان بالأهداف
المشتركة .
-
تنمية روح التعاون مع الآخرين والعمل بروح الفريق.
-
القدرة على القيادة والتبعية .
-
القدرة على تحمل المسؤولية .
-
احترام النظام وتقدير قيمة الوقت والعمل .
-
التفكير الواقعي السليم .
-
القدرة على مواجهة المشكلات .
ب) اكتساب
الطالب بعض المهارات اليدوية والفنية والفكرية .
ج) مساعدة الطالب على أن يتوفر لديه قدر
مناسب من المعلومات والمعارف التي تعينه على فهم نفسه ومعرفة مجتمعه .
2.
الارتباط بالخطة القومية للتنمية .
3.
شمول الرعاية للقاعدة الطلابية العريضة مع التركيز على الفئات
الأكثر احتياجاً.
4.
الإسهام في تنمية إيجابية الطالب للاستفادة من العملية
التعليمية .
5.
ربط المدرسة بالبيئة وبقضايا المجتمع .
المجالات الأساسية لعمل
الأخصائي الاجتماعي المدرسي
في ضوء مفهوم الخدمة الاجتماعية
المدرسية وأهدافها يتبين لنا أن عمل الأخصائي الاجتماعي يتم من خلال جوانب ثلاث
رئيسية هي :
1.
الجانب الإنشائي والتنموي ويتمثل في :
- تنظيم الحياة
الاجتماعية للطلاب من خلال جماعات مدرسية وإتاحة الفرص لإشراك أكبر عدد من الطلاب
فيها مما يكشف وينمي مواهبهم وميولهم وقدراتهم .
- تنظيم الخدمات
الجماعية اللازمة لنمو الطلاب جسمياً ونفسياً وعقلياً واجتماعياً .
- تنمية المواهب
والميول والقدرات وتشجيع الطلاب على ممارسة ألوان الهوايات المختلفة داخل المدرسة
وخارجها .
2.
الجانب الوقائي ويتمثـل في :
مجموعة
الجهود التي تبذل لدراسة ومعالجة الظروف والأوضاع الاجتماعية والانفعالية التي قد
تؤثر على الطلاب تأثيراً سلبياً بما يؤدي إلى وقايتهم من أسباب الانحراف ،
ومعاونتهم على تجنب الصعوبات والمشكلات .
3.
الجانب العلاجي ويتمثل في :
مجموعة
الجهود والخدمات التي تبذل لمساعدة الطلاب على حل مشكلاتهم المختلفة والتي قد تعوق
نموهم ولإفادتهم من الحياة المدرسية كاملة .
هذا ويتطلب العمل في إطار الجوانب الثلاث
السابقة أن يتعامل الأخصائي الاجتماعي مع الطالب في المجالات التالية :
أولاً : مجال العمل مع الحالات الفردية :
ويتضمن تناول
حالات الطلاب السلوكية والاجتماعية والمدرسية والصحية والاقتصادية .. بهدف تهيئة
ظروف ملائمة تساعدهم على التوافق الاجتماعي وتقبلهم للخبرة التعليمية ومواجهة كل
ما يعترض تحقيق هذا الهدف من خلال برامج وقائية وتنموية وعلاجية .
ثانياً : مجال العمل مع الجماعـات :
ويتضمن
تكوين الجماعات المدرسية المنوعة وإتاحة الفرص لاشراك أكبر عدد من الطلاب فيها
والإشراف على الجماعات ذات الطابع الاجتماعي ، والعمل على إيجاد نوع من التفاعل
البناء بين أفراد الوسط المدرسي من خلال هذه الجماعات بما يكفل تنمية شخصية
الطـالب وتعديل سلوكه من ناحية ، وبما يساعد على ربط المدرسة بالبيئة المحيطة بها
من ناحية أخرى .
ثالثاً : مجال العمل مع المجتمع :
ويتناول
العمل مع التنظيمات المدرسية لمساعدتها على تحقيق أهدافها المرجوة بما يساعد على
ربط الطلاب بالمدرسة والمجتمع المحلي ، وإيجاد صلات قوية بين الطلاب وبيئتهم ،
وإتاحة الفرص لهم لمواجهة المواقف الحقيقية في الحياة العامة التي تصقل شخصياتهم
وتساهم في تنشئتهم وإعدادهم بما يعود على المجتمع بالرفاهية المرجوة .
وينبغي
مراعاة أن العمل الاجتماعي بالمدرسة في المجالات الثلاث السابقة يتطلـب القيام
ببعض الدراسات والبحوث للتعرف على الواقع والاحتياجات الفعلية ، كما يتطلب التخطيط
الاستراتيجي والمتابعة وعمليات تنظيمية وإدارية .
![]() |

الفصل
الثـانـي
خدمة الفرد في المجال
المدرسي
v
المشكلات
المدرسية .
v
الخصائص
العامة لتطبيق خدمة الفرد في المجال المدرسي .
خدمة الفرد في المجال المدرسي

تختلف خدمة الفرد في
المدارس عنها في الميادين الأخرى في أن الطالب لا يتقدم في الغالب بنفسه لطلب
المساعدة في إيجاد حل لمشكلة معينة ، لأن معظم الحالات التي تعرض على الأخصائيين
الاجتماعين بالمدارس تحول عادة من أحد أعضاء هيئة التدريس ، أو بعرض من ولي أمر
الطالب على الأخصائي الاجتماعي ، أو من خلال اكتشاف الأخصائي لحالة الطالب نظراً
لعلاقاته بالطلاب ، وملاحظته لظواهر السلوك المختلفة التي تبدر منهم .
وفي هذه الحالات لا يجد الأخصائي
الاجتماعي مفراً من التدخل ومحاولة توضيح المشكلة للطالب ومساعدته على إيجاد حلول
ملائمة للتغلب على هذه المشكلات ، وهذا ما يعبر عنه الأخصائي الاجتمـاعي بدور
إيجابي لمواجهة المشاكل التي يكون الطلبة غير متبصرين بها ..
وتختلف المشكلات الفردية باختلاف شخصية
الطالب والموقف الذي يواجهه فقد تكون المشكلة دراسية أو نفسية أو أسرية أو
اقتصادية أو صحية .. الخ ، وقد تكون المشكلة عارضة أو مستمرة ، ويتعامل الأخصائي
الاجتماعي مع هذه المشكلات مستعيناً بالإمكانيات الداخلية بالمدرسة سواء المادية
منها أو البشرية وقد يلجأ إلى طلب المساعدة من بعض المؤسسات بالمجتمع والتي تقدم
خدمات تساهم في حل المشكلة .
المشكــلات الدراسيــة
المشكلة المدرسية تعرف على أنها : (
الموقف الذي لا تستطيع قدرات الطالب مواجهة ما يعوق تحصيله الدراسي بفعالية مناسبة
والذي يؤثر على حياته الدراسية والعامة ) .
وبصورة أخرى فالمشكلة المدرسية هي :
-
موقف
يواجه الطالب .
-
عدم
قدرة الطالب على مواجهته بصورة جزئية أو كلية .
-
حاجة
الطالب إلى من يساعده في هذا الموقف .
-
يؤثـر
هذا الموقف على تحصيل الطالب الدراسي وعلى حياته بصورة عامـة .
ويمكن تحديد أهم المشكلات الدراسية في الأنواع الآتية
:
أولاً : مشكلة التأخر الدراسي :
وهذا النوع من المشكلات شائع في المدارس
خاصة في المراحل الأولى من التعليم ، وتعتبر بداية لظواهر التسرب من المدرسة
والانسياق في التيارات الانحرافية، وقد أصبحت هذه المشكلة منتشرة الآن بصورة واضحة
نظراً لزيادة أعداد الطلاب بالمدارس مع قلة الأخصائيين الاجتماعيين بالإضافة إلى
إهمال الأسر لأبنائهـا من الطلاب ، مع عدم قدرة المعلم على متابعة جميع طلاب فصلـه
.
وتتمثل أهم
أسباب التأخر الدراسي في الأسباب الآتية :
أسبــاب
ذاتـيــة .. وتشمل :
جوانـب عقلية عامـة :
كالتأخر في الذكاء والضعف العقلي ، أو عوامل
عقلية خاصة كالقدرة على التذكر ، أو القدرة اللغوية ، أو الرياضية وكذلك تشتت
التفكير واضطراب الفهم .
جوانب صحية وجسمية :
وهي التي تؤدي إلى نقص عام في الحيوية
كالأنيميا ، والعاهات المختلفة ، كضعف
السمع أو قصر النظر ، أو نتيجة للإجهاد والتوتر والتي تعوق تفاعل الطالب إيجابياً
داخل الفصل وخارجه .
جوانب نفسيـة :
وتظهـر أعراضها في شكـل خـوف وقلق
وانطواء واكتئاب واندفاعية .. الخ ، وما قد يترتب عليها من أعراض ( سيكوسوماتية )
كالتبول اللاإرادي ، الصداع ، وقرحة المعدة وغيرها من المظاهر النفسية المختلفة .
جوانب اجتماعية :
والتي قد تنتج عن ضعف الذات العليا
وفقدان القيم كالكذب ، والسرقة ، والعدوان الجنسي ، وضعف العلاقات الاجتماعية .
أسبــاب
بيئيـــة :
وتشمل عوامل أسرية كاضطراب العلاقات الأسرية ، أو أسلوب
التنشئة الاجتماعية الخاطئـة ، وكذلك عوامل مرتبطة بالحي ، وموقع المدرسة وظروفها
، وتأثير وسائل الإعلام المختلفة .
ثانياً : مشكلات الهروب المدرسي :
ويعتبر غياب الطالب المتكرر وعدم
انتظامه من أعراض المشاكل التي ترتبط ارتباطا وثيقاً بشخصية الطالب وعلاقاته
المنزلية والمدرسية ، كذلك نجد أن هذه المشكلة أحد مسببات التخلف الدراسي أو عرضاً
له ، وترتبط هذه المشكلة بعوامل خاصة بشخصية الطالب كالسن ، والذكاء ، والاضطراب
النفسي ، والسلوكي ، والعوامل الانفعالية ، والتي قد تنتج من سيطرة مخاوف مدرسية
شاذة ، ويمكن تعريفها بالخوف المرضي من الارتباط بالموقف المدرسي .
وتمثل هذه المشكلة جانباً خطيراً في
المراحل الثانوية نظراً لطبيعة هذه المرحلة بالإضافة إلى قابلية الطالب للاستهواء
، ومما هو جدير بالذكر أن مشكلة الهروب المدرسي ما هي إلا عرضاً لوجود مشكلات أخرى
دراسية أو أسرية أو اقتصادية .
ثالثاً : مشكلات الاضطراب النفسي :
يواجه الطلاب في المدارس أحياناً مشكلات
نفسية حادة خاصة بين طلاب المرحلة الثانوية ، حيث المناخ مهيأ للإصابة بمثل هذا
النوع لما تتميز به مرحلة المراهقة من حساسية زائدة للنقد ورفض السلطة من الأسرة
والمدرسة، ويجد الطالب صعوبة في التوافق
مع المدرسة وتظهر مؤشرات وجود المرض مثل الهلاوس ، والهذاءات ، والأفكار الخاطئة ،
وتأخذ مشكلات الاضطراب النفسي عدة أشكال منها الأمراض العقلية والأمراض النفسية ،
والأمراض المضادة للمجتمع .
رابعاً : المشكلات السلوكية :
وهي مرتبطة بالأداء غير المقبول لسلوك
الطالب داخل المدرسة وإن كان هذا السلوك لم يصل إلى درجة الاضطراب العقلي أو
النفسي ، ونذكر منها العدوان، الكذب ، السرقة ، إدمان العادة السرية .. الخ ، وقد
ظهرت في الآونة الأخيرة مشكلة التدخين وتعاطي بعض العقاقير كالمنشطات ، والمنبهات
التي تؤثر على سلوك الطلاب وانتظامهم الدراسي .
خامساً : التكوين غير الطبيعي :
وهي التي تتصل بعدم سلامة أو اكتمال
النمو الجسمي ، وتتمثل في حالات الشلل وضعف الإبصار أو البتر أو التشوه … الخ .
سادساً: المشكلات الأسرية :
وهي المشكلات الناجمة عن اضطراب في بناء
أو وظائف الأسرة نتيجة لسوء العلاقات الأسرية أو الهجر أو الطلاق أو وفاة أحد
الوالدين ، وكذلك الاضطراب في وظائف التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة كاضطراب
النموذج الأسري كتعاطي الأب المخدرات … الخ ، وهي عوامل تؤثر على الطالب بشكل مباشر
أو غير مباشر.
سابعاً : المشكلات الصحية :
وهي المشكلات الناجمة عن إصابة الطالب
بأحد الأمراض المزمنة مثل الدرن الرئوي أو روماتيزم القلب أو عملية جراحية قد تؤثر
على كفاءة الجهاز الجسمي ، الأمر الذي يقلل من قدرة الطالب على الاستفادة من
العملية التعليمية .
ثامناً: المشكلات الاقتصادية :
وهي المشكلات الناجمة عن انخفاض دخل
الأسرة أو كثرة عدد الأبناء أو انعدام مصدر الدخل في الأسرة مما يؤثر تأثيراً
مباشر على إشباع الأسرة لحاجات أفرادها ، ولا تعتبر المدرسة مؤسسة للعون الاقتصادي
، ومن الأفضل عدم منح الطالب الإعانة ، ولكن يفضل استثمار طاقاته وقدراته عن طريق
التشغيل وتشجيعه على العمل للوفاء بالتزاماته حتى لا يتحول إلى نمط اعتمادي أو
اتكالي بعد ذلك .
الخصائص العامة لتطبيق
خدمة الفرد في المجال المدرسي
أولاً : مداخل خدمة الفرد في
المجال المدرسي
خدمـة الفــرد الوقائيـة
ويقصد بها حماية الطالب من التوغل في
عمق تأثير المشكلة ولا يشترط هنا أن لا تكون المشكلة قد حدثت ، بل أنها قد تكون
قائمة ولم يتقدم بها الطالب أو أنها مازالت في مرحلة البداية ولم تؤثر على الطالب
بشكل واضح.
ويمكن استخدام الأساليب التالية لتحقيق خدمة الفرد
الوقائية وهي :
v
تطبيق أسلوب المبادرة :
وهو
أسلوب يجمع بين خدمة الفرد المعروضة والمفروضة ويتمثل في انتقال الأخصائي إلى
المواقع مثل ( الفصول – طابور الصباح – قاعة النشاط ) من أجل اكتشاف بعض الحالات التي لم يتقدم بها
الطالب تلقائياً طالباً للمساعدة .
v
مراجعة
البطاقات المدرسية :
فهي
مجال خصب لاكتشاف العديد من الحالات .
v
مراجعة
سجلات الغياب بالمدرسة :
فمن المعروف أن الغياب المتكرر عرض
لوجود العديد من المشكلات .
v
الشهادات الدراسية :
خاصة
الحالات شديدة التأخر الدراسي التي تظهر بعد كل تقويم أو امتحان فصل دراسي أو في
نهاية العام .
خدمــة الفـرد العلاجيـة
تطبــق خدمــة الفـرد العلاجيـة في المجــال المدرسي
من خلال المستويــات التاليـة :
v
المواقف والاستشارات المدرسية السريعة :
وهي
مواقف تمتص معظم وقت الأخصائي الاجتماعي داخل المدرسة وكثيراً ما يواجهها أثناء
العمل ، ولا يمكن وصفها بأنها حالة فردية مثل شجار بين الطلاب – طرد مدرس لطالـب من الفصل – حالة إغماء عارضة لأحد الطلاب … الخ .
والأخصائي
الماهر هو الذي لا يترك هذه المواقف تمر دون الاهتمام بها ، بل يجب الاهتمام
بتسجيلها من خلال سجلات المتابعة اليومي ، وهذا التسجيل بمثابة إثبات جهود وعمل
الأخصائي في المتابعة وأيضاً يفيد في اكتشاف بعض الحالات عندما يتكرر حدوث الموقف
.
v
الحالات الفردية :
وهي التي يتعامل فيها
الأخصائي مع المشكلات التي تهدد الطالب ، وتحول دون استفادته من العملية التعليمية
، ويتم التعامل مع هذه الحالات من خلال المواقع التالية :
- حالات يتم علاجها داخل المدرسة :
وهي
في العادة بسيطة يمكن معالجتها من خلال الإمكانيات المحدودة المتوفرة داخل المدرسة
مثل الحالات الدراسية – الأسرية البسيطة…الخ.
- حالات يتم علاجها خارج المدرسة :
وهي
الحالات المعقدة التي قد يصعب تناولها من خلال الإمكانات المحددة للمدرسة فيقوم
الأخصائي بتحويلها بصفة عامة إلى المؤسسات الخارجية مثل : المستشفيات ، والعيادات
النفسية ، ومراكز التأهيل ، وما شابه ذلك وهي في العادة حالات سلوكية واضطرابات
نفسية ومرضية… الخ.
والأخصائي
الماهر في المجال المدرسي هو الذي يميز بين الحالات ويتعرف على جميع خدمات
المؤسسات التي سيحول عليها الطالب ، وليس معنى تحويل الحالة إلى مؤسسة خارجية أن
الأخصائي لا علاقة له بهذه الحالة بل عليه أن يتابع ما تم معها من جهود .
خدمة الفـرد التنمويـة
وهي كون الأخصائي معلماً ورائداً
وموجهاً ومساعداً للطلاب المتفوقين في استمرارهم على التفوق ومثيراً لقدرات الطلاب
المختلفة ، وتوجيهها بالشكل الذي يجعل من الطالب عنصراً إنتاجياً داخل المدرسة
والمجتمع المحيط .
ثانياً : العناصر الأساسية لخدمة
الفرد في المجال المدرسي
يقصد بعناصر خدمة الفرد الوحدات الجزئية
الفرعية التي تتكون منها خدمة الفرد وهي تشمل في المجال المدرسي على الجوانب التالية :
العميل
: وهو الطالب .
المشكلة : وهي حالة أو ظرف يعاني فيها الطالب من مشقات معينة
الأخصائي : وهو
المتخصص في مهنة الخدمة الاجتماعية بصفة عامة والمجال المدرسي بصفة خاصة .
المؤسسة : وهي المدرسة أو المعهد التعليمي أو الجامعة .
عملية المساعدة : وهي
مجموعة الخطوات المتعاقبة التي يقوم بها الأخصائي بهدف معاونة الطالب في التغلب
على المشكلة .
ثالثاً : عمليات خدمة الفرد في
المجال المدرسي
ويقصد بعمليات خدمة الفرد مجموعة من
الخطوات المتتالية المترابطة المتفاعلة التي يقوم بها الأخصائي في ضوء إعداده
المهني وبطريقته الخاصة ، وهي عمليات منفصلة في الناحية النظرية ولكنها متداخلة
ومترابطة من الناحية العملية وفيما يلي
كيفية تطبيقها في المجال المدرسي :
الدراسة الاجتماعية النفسية
وهي التعرف على الحقائق النابعة من شخصية العميل والكامنة في
بيئته، والطريقة التي تفاعلت بها لإحداث
الموقف السيء بهدف التوصل إلى التشخيص الذي يساعد في وضع العلاج .
وحتى يطبق الأخصائي عملية الدراسة عليه أن يهتم بتحديد
الجوانب التالية :
تحديد مناطق الدراسة :
وهي البيانات النوعية الانتقائية التي
تحددها طبيعة المشكلة من ناحية ووظيفة المؤسسة من ناحية أخرى ..
ولما كان الأخصائي المدرسي يتعامل مع
العديد من المشكلات المتعددة ، والمتنوعة
فإن تحديد مناطق الدراسة من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها لاختيار المناطق
والمعلومات المطلوبة وفقاً للاحتمالات المختلفة التي تشمل عليها مناطق الدراسة .
وهناك مجموعة من النقاط الأساسية
المشتركة في جميع الحالات التي يتعامل معها الأخصائي في المجال المدرسي بغض النظر
عن نوعية المشكلة ويطلق عليها التاريخ الاجتماعي ونوجزها في الأتي :
البيانات الأولية :
وتستهدف
التعريف بالطالب مثل الاسم – السن – حالة القيد – السنة الدراسية – عمل ولي الأمر – رقم الهاتف … الخ .
طبيعة المشكلة :
وصف
المشكلة في الوقت الحاضر والتي دفعت الطالب لطلب المساعدة وهل هي بسيطـة يمكن
تمييزها أم معقدة نظراً لتداخل العديد من العوامل في تكوينها .
شخصية الطالب :
دراسة شخصية الطالب
من مختلف الجوانب الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية طبقاً لما يتطلبه العمل
مع الحالة ..
التكوين الأسري :
من حيث عدد الأفراد وطرق
المعيشة العلاقات بين الأفراد وبين الوالدين وأسلوب القيادة داخل الأسرة ودرجة
التعاون بين الأفراد…الخ
الدخــل :
تحليل المستوى
الاقتصادي مثل مصادر الدخل ونواحي الإنفاق والأقارب الملزمون بالنفقة ، وأثر
الناحية الاقتصادية على المشكلات الأخرى .
الظروف البيئية المحيطة بالطالب
:
كالحي الذي يقطن فيه
بعاداته وتقاليده وخدماته ، والعلاقات السائدة فيه ومستوى النظافة ، وكذلك المدرسة
، وعلاقاته مع الطلاب والمدرسين .
تطور المشكلة :
من أين بدأت ؟ ومراحل تطورها حتى الوقت الحاضر .
هذا وتستكمل بعض الحالات المدرسية
دراستها بالرجوع إلى فترات زمنية ماضية من تاريخ حياة العميل ويطلق عليه التاريخ
التطوري ، ويستمد أهميته مما أكدته نظريات علم النفس بأن السنوات الأولى في حياة
الإنسان تحدد معالم الشخصية ، وإذا أردنا الوصول إلى المشكلة وأسبابها علينا
الرجوع إلى الماضي لمعرفة الاحباطـات التي تعرض لها الطالـب ، والتي أدت به إلى
الوقوع في مثل هذه المشكلة ..
وهناك مجموعة من النقاط يركز عليها الأخصائي عند دراسة التاريخ
التطوري هي :
-
الظروف التي أحاطت بحمل الأم بالطالب وعملية الولادة .
-
الجو العاطفي لاستقباله كوليد .
-
النمو الجسمي والحركي .
-
النمو العقلي .
-
النمو النفسي .
-
النمو الاجتماعي .
وتستكمل الدراسة باستعراض التاريخ
الدراسي للطالب ونحتاج إليه في الحالات التي يعاني فيها الطالب من التأخر الدراسي
، ويتضمن التاريخ الدراسي نوع التأخـر ، العلاقة بين الطالب وبقية الطلاب
والمدرسين ، أسلوب الاستذكار ، اهتمام
الأسرة بالتعليم ، مستوى طموح الطالب .
والخلاصة أن مناطق الدراسة في المجال المدرسي تحتوي
على الاحتمالات التالية :
v
التركيز على التاريخ الاجتماعي فقط في الحالات التي لا يعاني
فيها الطالب من الاضطرابات في الشخصية أو من التأخر الدراسي .
v
الاهتمام بالتاريخ الاجتماعي والتاريخ التطوري في الحالات التي
يعاني فيها الطالب من اضطرابات في الشخصية دون أن يعاني من التأخر الدراسي .
v
التركيز على التاريخ الاجتماعي والتطوري والدراسي ، وذلك في
الحالات التي يعاني فيها الطالب من التأخر الدراسي بالإضافة إلى اضطراب في الشخصية
.
v
التركيز على التاريخ الاجتماعي والدراسي ، وذلك في الحالات
التي يعاني فيها الطالب من التأخر الدراسي دون أن يصاحب ذلك اضطراب في الشخصية .
مصادر الدراسـة
ويقصد بها المنابع التي يحصل منها
الأخصائي على الحقائق الدراسية ، ويمكن تقسيم هذه المصادر على النحو التالي :
المصادر البشرية : ( الطالب – أفراد الأسرة – الأصدقاء بالمدرسة وخارجها – المدرسون الخبراء مثل الأخصائي النفسي – طبيب الصحة المدرسية .. الخ ) .
الوثائق والسجلات : كل ما يتوفر من وثائق ومعلومات مسجلة يمكن
الإطلاع عليها سـواء عن شهـادة الميـلاد – شهادات صحية – بطاقة مدرسية .. الخ .
البيئــة :
وتعتبر مصدر للحصول على المعلومات من خلال إتباع أسلوب الملاحظة ، والبيئة
الداخلية للطالب هي الأسرة أما البيئة الخارجية له فهي منطقة السكن من ناحية
والمدرسة من ناحية أخرى .
أساليـب الدراسـة
يقصد بها مجموعة الأساليب التي بواسطتها
نحصل على المناطق المتعددة من المصادر المتنوعة وأساليب الدراسة بصفة عامة هي
المقابلة ، والزيارة المنزلية، والمحادثات
التليفونية والمكاتبات والمراسلات .
التشخيــص
والتشخيص هو عملية عقلية تستهدف تحويل
العوامل والأساليب التي أدت لحدوث المشكلة .
ويقوم الأخصائي بوضع الأفكار التشخيصية
عقب كل مقابلة حتى ينتهي من استكمال الدراسة ثم يضع التشخيص النهائي في صورة
التشخيص الإكلينكي ، أو الطائفي في تصنيف محدد كأن يقول الحالة مدرسية اضطراب نفسي
أو مدرسية سلوكية … الخ ، وبمعنى آخر نادراً ما يقوم الأخصائي الاجتماعي بوضع التشخيص
النهائي في صورة صياغة متكاملة نظراً لكثرة الحالات التي يعمل معها فيحول ضغط
العمل دون وضع الصياغات المتكاملة وعادة الدخول في الخطوات العلاجية مباشرة بعد
استكمال الدراسة .
العــلاج
والعلاج هو التأثير الإيجابي في شخصية
الطالب أو الظروف البيئية المحيطة به لتحقيق أفضل أداء ممكن لوظيفته الاجتماعية
وأفضل استقرار ممكن لأوضاعه البيئية في ضوء إمكانات المدرسة ووظيفتها .
وإلى جانب صلاحية استخدام أساليب العلاج المختلفة في
هذا المجال إلا أن الأخصائي المدرسي عليه أن يأخذ في الاعتبار الجوانب التالية :
-
يحتل العلاج الذاتي أهمية كبيرة في المجال المدرسي لعلاقته
بالناحية التربوية وارتباطه بإمكانية تعديل شخصية الطالب خاصة وأن الفرصة متاحة
لوجود الطالب بصفة مستمرة من ناحية وبالقرب من الأخصائي من ناحية أخرى .
-
يعتبر العلاج القصير من أنجح وأنسب الأساليب التي تمارس في
المجال المدرسي ، ويتمثل في إعطاء أكبر قدر من المساعدة أقصر فترة زمنية ممكنة .
-
توفير البيئة الاجتماعية العلاجية داخل المدرسة من مدرسين ،
ومشرفين، وإمكانيات تساعد في تحقيق الخطة
العلاجية فكثير من الحالات المدرسية يتيسر علاجها بالتخطيط مع المدرسين ،
والمشرفين ، والجماعات لممارسة ألوان علاجية مختلفة .
السلطة والعقاب والعلاقة الوالدية من
الأساليب المناسبة أحياناً مع الطلاب ذوى الاتجاهات المنحرفة .
رابعاً : تطبيق المبادئ والمفاهيم في المجال
المدرسي
يلزم الأخصائي بتطبيق جميع المبادئ
والمفاهيم المهنية مع مراعاة المرونة التي تناسب الموقف وطبيعة المشكلة التي يعاني
منها الطالب .
وفيما يلي أهم الاعتبارات التي يجب أن
يأخذها الأخصائي في الاعتبار في هذا الصدد :
v
يمارس الأخصائي في هذا المجال العلاقة المهنية بمستوياتها
المختلفة ( التدعيمية – التأثيرية – التقويمية ) وإن كانت العلاقة التأثيرية من أكثر مستويات العلاقة
مناسبة لهذا المجال .
v
الالتزام الديني والأخلاقي والقومي ، ومبادئ لا استثناء فيها
مع أي طالب داخل المدرسة باعتبار أنها مؤسسة تربوية في المقام الأول .
v
السرية كقيمة في حد ذاتها من خلال هذا المجال ما هي إلا سرية
جماعية وذلك من خلال حرص الفريق داخل المدرسة على تحقيق مصلحة الطالب ، والعمل على
مساعدته قبل اعتبار آخر .
v
الحرية أو ما يطلق عليه حق تقرير المصير يمثل دائماً حرية
مقيدة لصلح الفرد والأسرة والمجتمع .
من حق الأخصائي في بعض المواقف إدانة
سلوك الطالب وبأسلوب مباشر طالما أن هذه الإدانة تعمل في المقام الأول من أجل
مصلحة الطالب .
خامساً : التسجيل في المجال
المدرسي
التسجيل في خدمة الفرد هو إثبات الحقائق
والمعلومات المهنية التي تضمنها العمل مع الحالة بطريقة تحول دون اندثارها أو
تعرضها للنسيان .
ويحكم استخدام أساليب التسجيل داخل
المدرسة ظروف العمل التي يخضع لها الأخصائي ما تحتاج منه لوقت وجهد ، ولهذا فإن
أهم الأساليب المستخدمة هي :
الأسلوب التلخيصي
وهو أسلوب قصصي مختصر يهتم بتسجيل
الحقائق الأساسية الهامة .
الأسلوب الموضوعي :
أي التسجيل الذي يتم وفقاً للالتزام برؤوس
موضوعات محددة ، وفي العادة تقوم المدرسة بعمل استمارة للبحث تحتوي المناطق
الدراسية التي ترى ضرورة أن يهتم بها الأخصائي عند دراسة الحالة .

الفصل
الثـالـث
خدمة الجماعة في المجال
المدرسي
v
الجماعة
المدرسية ومميزاتها وخصائصها.
v
كيفية
تكوين الجماعات المدرسية وإدارتها .
v
مقومات
الجماعات المدرسية.
v
دور
وخطـة الأخصائي الاجتماعي في العمل مع
الجماعات المدرسية.
خدمة الجماعة في المجال المدرسي

إن الوظيفة الأساسية في المدرسة هي التعليم إلى جانب التربية بمعناها الشامل ، أي التنشئة الاجتماعية للطالب وتحقيق نموه الاجتماعي ، بإكسابه الخبرات والمهارات المختلفة والتي تساعد على التكيف الناجح لمواقف الحياة .
ولما كانت المناهج الدراسية لا يمكن أن
تشمل كل خبرات الحياة ، ولا يمكن أن تكشف عن القدرات والمهارات المختلفة لدى
الطلاب ، كما أن وقت الدراسة داخل الفصل لا يمكن أن يتسع لتدريب الطلاب على تحمل
المسؤولية ، والتعاون وممارسة الأساليب
الديموقراطية لارتباطه ببرامج دراسة محدودة .
لذلك كانت ألوان النشاط المتعددة بمثابة
برامج إضافية خارج قاعات الدرس تستكمل بها المدرسة وظيفتها الاجتماعية ، ومن ثم
نشأت الجماعات المدرسية التلقائية لتحقيق تلك الوظيفة .
ما هــي الجماعــة
المدرسية
هي عدد من الطلاب لهم ميول مشتركة ،
وهوايات واحدة ، ويشتركون معاً في نشاط معين يهدف إلى إشباع هذه الميول ، وليس
الغرض من الجماعات المدرسية إتاحة الفرصة للطلاب لمزاولة النشاط الذي يميلون إليه
فحسب ، فمن الممكن أن يتم ذلك
فيما بينهم خارج المدرسة ، إنما الغرض منها تنمية خبرات الأعضاء ، وتوسيع هواياتهم ، وتدريبهم على العادات
والسلوك الاجتماعي الذي يتطلبه المجتمع الذي يعيشون فيه أثناء قيامهم بنشاط .
ويشترط أن يكون للجماعة رائداً له صفاته
الشخصية ، وخبراته وأسلوبه الذي يتبعه في ريادة الجماعة ، وقادر على توجيهها دون
أن يفقدها عنصر التلقائية في النشاط .. كما يجب أن تقوم الجماعة بوظيفتها في ظل
نظام يرضاه جميع الأعضاء ، ويشاركون كل بدوره بمسئوليته في نشاطها .
مميزات الجماعة المدرسية
وخصائصها
تتميز الجماعة المدرسية عن جماعة الفصل في عدة أمور
جوهرية أهمها الآتي :
1.
وضوح الهدف :
الجماعة المدرسية لها
أهداف واضحة تماماً بالنسبة لجميع أعضائها ، أما جماعة الفصل فأهدافها غير واضحة .
2.
التجانــس :
التجانس بين أعضاء
الجماعة أساسه الميل المشترك إلى هواية معينة ، وهذا الميل قائم على أسس سيكولوجية
بينما في الفصل يقوم على أساس السن أو درجات الامتحان .. الخ .
3.
الإيجابية في النشاط : دور
الأخصائي في الجماعة دور إيجابي ، إذ يقوم الأعضاء بوضع البرنامج ، وخطة التنفيذ ،
أما دور رائد الجماعة فيكون بصورة غير مباشرة ، أما نشاط الطلبة في الفصل تغلب عليه
صفة السلبية والمدرس هو محور النشاط ومرسله .
4.
الحريـة :
الحرية في انضمام
الطالب إلى جماعة معينة شرط واجب لابد من توفره في الجماعة ، أما الفصل فلا يختاره
الطالب أو يشارك في وضع برنامج نشاطه فيه .
5.
التلقائية :
وهي تتوفر في نشاط
الجماعة المدرسية ، لأن الأعضاء يعملون ما يرغبونه لا ما يفرض عليهم عمله ، لذلك
فالنشاط في الجماعة لا يتطلب دافعاً خارجياً ، فهو لا يتوقف بتوقف الدافع الخارجي
.
6.
الترويـح :
التجانس على أساس
الميل الطبيعي ووضوح الهدف وإدراكه والحرية والتلقائية والإيجابية ، كلها عوامل
تبعث في نفوس أعضاء الجماعة الشعور بالسعادة والارتياح ، لذلك يغلب على نشاط
الجماعة صفة الترويح باعتباره حالة تصاحب الفرد تتميز بالاستمتاع والسعادة .
كيفية تكوين الجماعات
المدرسية وإدارتها
تمر الجماعة بعدة أطوار لها أهميتها ، لأن
الجماعة التي تتكون بطريقة سليمة تصبح أكثر مرونة وأطول بقاء وجماعة النشاط :
1.
تبدأ بطريقتين ، الأولى :
أن تتكون على أساس خدمة أو هدف أو رغبة تصدر عن طالب أو مجموعة من الطلاب .
والثانية : تكون نابعة عن احتياج يحس به الأخصائي الاجتماعي فيعمل على تحقيقه بين
الطلاب الذين أثاروها .
2.
إذا كانت الفكرة أو الرغبة أو الهدف تتفق مع أهداف المدرسة
واتجاهاتها أمكن للأخصائي قبولها أو تعديلها ، على أن يقوم مع الراغبين في الفكرة
بوضع تخطيط عام يهدف إلى تحقيقه .
3.
يقوم هؤلاء الطلاب أنفسهم بنشر الفكرة بين طلاب المدرسة ،كي
ينضم إليها كل راغب فيها، وكلما كان الاتصال شخصياً كلما زاد إقبال الطلاب عليها.
4.
يقوم هؤلاء الطلاب بدعوة الراغبين من الطلاب لاجتماع عام يقام
لهم ، لمناقشة الهدف أو الفكرة ، ويتطلب ذلك تنظيم الاجتماع من حيث مكانه وموعده
وبرامجه .
5.
يقوم الطلاب ومعهم الأخصائي الاجتماعي باستقبال المنضمين
للفكرة أو الهدف في مكان الاجتماع المحدد ببرنامج جاذب واستقبال محفز .
6.
يشتمل الاجتماع على مناقشة الفكرة ويتخلله برامج ترويحية
وتعارف بين الأعضاء .
7.
يقوم بالإشراف على الاجتماع ( رئاسة أو أمانة السر ) الأعضاء
الذين تبنوا الفكرة ، ودعوا زملاءهم إلى الاجتماع ، ويراعى تحديد الأغراض والأهداف
قبل نهاية الاجتماع ، ومسؤوليات كل عضو لوضع لائحة الجماعة وبرامجها .
8.
يحضر الأخصائي الاجتماعي مع الأعضاء الذين قاموا بدعوة زملائهم
بعد الاجتماع الأول لتنظيم الاجتماع الثاني ،كما أنه يساندهم على القيام بمسؤوليات
يحملونها من أجل نجاح الجماعة .
9.
خلال الاجتماع الثاني والثالث ، يمكن أن يتم تنظيم الجماعة من
حيث اسمها وتنظيم لائحتها وتخطيط برامجها وانتخاب مجلس إدارتها من رئيس وسكرتير (
أمين السر ) ، حتى يتم انتخاب باقي التشكيل في الاجتماع الثالث أو الرابع .
10.
يقدم الأخصائي الاجتماع المعونة الفنية للجماعة ، ويكون دوره رقيب
وموجه دون تدخل إلا في وقت الضرورة .
11.
يساعد الأخصائي الاجتماعي الجماعة في وضع خططها ، وتنمية
ميولها ورغباتها وقيادة برامجها ، ومراجعة مشاكلها بصورة واقعية ، ويحفزها على
الابتكار والتجديد في خططها وبرامجها حتى يثير فيها الحيوية الدائمة .
وطالما أن الجماعة تجتاز الظروف الملائمة لممارسة نشاطها، فإن دور الأخصائي هو تمكينها من ممارسة هذا النشاط في
جو صالح مناسب لتحقيق أهدافها ..
مقومات الجماعة المدرسية
ولكي تصبح الجماعة إدارة صالحة لتنشئة
أعضائها يجب أن يتوفر لها أربع مقومات ضرورية لنجاحها وهي :
أولاً : الأعضــاء
من حيث الميل والرغبة في الانضمام إلى الجماعة ويتم ذلك عن
طريق :
1.
توفير الحرية لانضمام الطالب للجماعة المدرسية التي يرغبها ،
وعدم إجباره على ذلك .
2.
تحديد اشتراك رمزي للانضمام للجماعة يشعر الأعضاء بالملكية ،
وفي نفس الوقت التأكد من ميل الطالب لهذه الجماعة ميلاً حقيقياً .
ثانياً : الرائـد
وله دور أساسي في الجماعة إذ أن صفاته
الشخصية ومظهره العام وأسلوبه في الحياة وخبراته والطريقة التي يتبعها في توجيه
الجماعة وريادتها، وطريقة معاملته
وعلاقاته مع الجماعة ككل ، ومع كل عضو من أعضائها ، ذلك يؤثر في الجماعة وأفرادها
ودرجة تقدمها ونموهم .
وتتميز الجماعة التلقائية في نشاطها
بأنه كلما كان تقبلها للرائد عن حب وثقة وتقدير ، كان تقبل توجيهاته أسرع وأكثر
استمراراً .
ثالثاً : البرنامج
وهو الذي يوضح ويحدد أهداف الجماعة
وأساليب تحقيقها ولما كانت الجماعة المدرسية تختلف تبعاً لاختلاف أغراضها وأهدافها
من جماعة إلى أخرى كذلك تختلف البرامج من جماعة إلى أخرى .
ويشترط لنجاح البرنامج :
-
أن يشارك الأعضاء في التخطيط له .
-
أن يشارك الأعضاء في تنفيذه .
-
توزع مسؤوليات التنفيذ على جميع الأعضاء أو العدد الأكبر منهم
.
-
أن يكون البرنامج مناسباً لأهداف الجماعة ويراعى التدرج فيه .
-
مراعاة الإمكانيات التي يمكن توفيرها لتنفيذه .
-
أن يكون مرن حتى يسهل تحقيق الأهداف .
-
أن يكون له فائدة مباشرة حتى تشعر الجماعة به .
رابعا: تنظيم الجماعة
يقـوم الرائد بشرح الغـرض من تكوين
الجماعة للأعضـاء والهـدف الـذي ترمى إلى تحقيقه ثم يحدد مواعيد ومكان الاجتماعات
، ويكون مجلس للجماعة مكونـاً من رئيس وأمين سر وأمين مساعد ويكون ذلك عن طريق
الانتخاب ويتولى الرئيس (الطالب) إدارة الجلسات وهو المسـؤول الثـاني عن الجماعـة
بعد الرائد .
دور الأخصائي الاجتماعي مع الجماعات
المدرسية
الطلاب في المدرسة عندما ينضمون إلى
جماعات النشاط من أجل تحقيق دوافع قد تكون ذاتية أو اجتماعية .
والمقصود بالدوافع الذاتية الانتماء إلى
الجماعة لتحقيق رغبات شخصية تشبع حاجاتهم مثل جماعة الأصدقاء أو جماعة الهواية
بقصد الظهور أو اكتساب مهارة خاصة .
أما الدوافع الاجتماعية فيقصد بها أن
الطلاب ينتمون إلى الجماعة حول غرض أو أغراض اجتماعية أعدوا أنفسهم لتحقيقها أي
أنهم يشتركون مع غيرهم بقصد المساهمة في الخدمة العامة والتي أحسوا أن المجتمع
بحاجة إليها وأن واجبهم يقتضي تعاونهم معا لتحقيق هذه الخدمة ..
والطالب يحتاج إلى كلا نوعين من جماعات
الدوافع الذاتية وجماعات الدوافع الاجتماعية وكلما زاد إقباله على جماعات الدوافع
الاجتماعية كلما دل ذلك على تقدمه ونضجه اجتماعيا .
ويقوم الأخصائي الاجتماعي بالإشراف على
جماعات النشاط الاجتماعي ويستخدم في ذلك
طريقة العمل مع الجماعات من خلال :
أولاً :
تطبيق مبادئ العمل مع الجماعات في جماعات النشاط وأهمها :
1.
العمل مع جماعة النشاط لا لجماعة النشاط .
2.
تقبل الجماعة وكل عضو فيها كما هو لا كما يحب الأخصائي .
3.
مشاركة أعضاء الجماعة مشاعرهم دون الانفعال مثلهم .
4.
الموائمة بين سلوك الأخصائي الاجتماعي وسلوك الجماعة .
5.
البدء في العمل مع الجماعة من المستوى التي تكون عليه .
6.
مساعـدة الجماعة في توزيع المسئوليات ، واشتراك أكبر عدد من
الأعضاء في النشاط .
7.
استخدام السلطة لحماية الجماعة ، وأفرادها عندما يحتاج الموقف
لذلك .
ثانياً:
استخدام أساليب العمل مع الجماعات في جماعات النشاط وأهمها :
1.
أن تكون جماعة النشاط صغيرة .
2.
أن تكون الجماعة لها أهداف واضحة .
3.
أن تكون أعمال الجماعة من تصميم ووضع الأعضاء أنفسهم .
4.
أن تكون الجماعة على درجة من التنظيم .
5.
أن تكون القيادة في الجماعة موزعة على أكبر عدد من الأعضاء .
6.
أن تكون الجماعة على درجة ملائمة من التماسك .
7.
أن تكون لدى الجماعة القدرة والسرعة في تقبل المدرسة والأخصائي
.
8.
أن تكون الجماعـة مدركة لما يقوم به من أعمال ، وقادرة على
تقويم جهودهـا ..
ثالثاً :
تطبيق أسس تصميم البرامج على جماعة النشاط كالتالي :
1.
مساعدة أعضاء الجماعة في وضع خطة البرنامج .
2.
مساعدة أعضاء الجماعة في تنمية ميولهم ببرامج مناسبة .
3.
مساعدة أعضاء الجماعة في استخدام مصادر البيئة عند تصميم
وتنفيذ البرنامج .
4.
مساعدتهم على مواجهة الصعوبات التي تعترض البرنامج .
رابعاً :
التسجيل الخاص بالتقارير :
والتسجيل وسيلة مناسبة يستخدمها
الأخصائي ، كمعيار لقياس الاتجاهات الفنية التي يتبعها حين يعمل مع جماعات النشاط
، فعمليات التسجيل تكون جزء هاما من مسؤولياته ، لهذا ينبغي أن يعمل في سبيل
اكتساب المهارات اللازمة ، التي تمكنه من أداء خدماته الفنية التي يقدمها للجماعة، والعمل على تحسينها من حين لآخر ، بما يحقق
أغراض طريقة العمل مع الجماعات .
ويقصد بالتسجيل قيام الأخصائي نفسه بوضع
وتنظيم هذه البيانات الإحصائية والمعلومات اللفظية للجماعة ، وتحليل هذه البيانات
بما يعنيه على فهم تطورها ، والوقوف على مدى نمو الأعضاء .
خطة الأخصائي الاجتماعي في تنظيم الخدمات
الجماعية بالمدرسة :
بعد توضيح دور الأخصائي في العمل مع
الجماعات المدرسية ، أصبح لزاما على الأخصائي أن يضع تخطيطاً لهذا الدور في
المدرسة ، يسير على هداه ، ولكي تتم الخدمات الجماعية في المدرسة بطريقة منظمة ،
عليه اتباع اتجاهات وخطوات التخطيط على النحو التالي :
1.
يضـع الأخصائي الاجتماعي خطة الخدمات الجماعية في المدرسة في
بداية العـام .
2.
يقوم بعمل دراسة واسعة في المدرسة ، للتعرف على رغبات
واهتمامات الأفراد والجماعات ، تمهيداً لتكوين جماعات النشاط التي تحقق هذه
الرغبات ، عن طريق المقابلة أو الاستفتاء أو البحث .
3.
يشترك الأخصائي في مجلس إدارة المدرسة أو مجلس نشاطها ، ويعرض
عليه نتائج هذه الدراسة وذلك لتحديد الآتي :
-
أنواع جماعات النشاط التي تتكون خلال العام .
-
أعضاء هيئة التدريس الذين يشرفون على هذه الجماعات .
-
الميزانيات المطلوبة لهذه الجماعات .
-
الجماعات المدرسية الاجتماعية التي يشرف عليها الأخصائي
الاجتماعي .
-
وضع تخطيط لسير العمل وأساليبه في هذه الجماعة وغيرها كجماعات
الفصول ، بحيث تصبح مجالات صالحة للتنشئة الاجتماعية للطلاب .
4.
يشترك الأخصائي في المكاتب التنفيذية العامة التي تمثل جماعات
مدرسية ، ويساعدهـا على أن تعمل وتنشط
وتنفذ كمعاونة مجلس الطلاب بالمدرسة .
5.
يتابع خلال العام اجتماعات المجالس المدرسية ، ويتعاون مع هيئة
التدريس في تحديد أساليب العمل مع جماعات النشاط والفصل في تنظيم تقارير هذه
الجماعات وسجلاتها ، أو تنسيق البرامج المشتركة بينها .. الخ .
6.
من وقت لآخر يقوم الأخصائي بدراسة المشاكل الفردية ، التي تصبح
لها الصفة الجماعية ، ويضع لها الحلول المناسبة على شكل برامج أو خدمات ، فعدم
الولاء للمدرسة مثلاً قد يصبح مشكلة جماعية إذا انتشرت بين الطلاب في المدرسة
الواحدة ، مما يستوجب من الأخصائي دراسة عامة لها ، ووضع التخطيط اللازم لمواجهتها
.
7.
يضع الأخصائي الاجتماعي سجلاً للجماعة المدرسية يستفيد به هو
نفسه وأعضاء هيئة التدريس ، في تسجيل ما يتم في جماعاتهم التي يشرفون عليها أولاً
بأول ، بحيث يصبح هذا السجل صورة تاريخية لكل جماعة وما حدث فيها من تطور ونمو ،
ومرجعاً يرجع إليه عند الحاجة .
![]() |

الفصل
الـرابـع
تنظيم المجتمع في المجال
المدرسي
v
تنظم
المجتمع المدرسي .
v
مجلس
إدارة الجماعات المدرسية .
v
أدوار
الأخصائي الاجتماعي في المجتمع المدرسي .
تنظيــم المجـتـمــع في المدرســة

ويعني الجهود التي
تبذل للموائمة بين الموارد والحاجات عن طريق المنهاج التربوي الذي يتبع ، ولكي تتم
هذه العملية بنجاح ينبغي تنظيم هيئة مسؤولة في المدرسة مدعمة بالفنيين الذين يمكنهم العمل مع الأخصائي الاجتماعي تسمي (مجلس النشاط ) .
" وقد عرف تنظيم المجتمع بأنه
محاولة استثمار الموارد المتاحة لمواجهة المشكلات الناجمة عن عدم إشباع الاحتياجات
الاجتماعية والبيولوجية والنفسية لأفراد وجماعات المجتمع ، وتعديل تلك الموارد إذا
احتاج الأمر لمواجهة الموقف بكفاية أفضل ، والتخلص من خدمات معينة إذا كانت قد
فشلت في أن تساير الاحتياجات الحالية ، وتكوين موارد جديدة إذا تطلب الأمر ذلك
"
ولكي يحقق الأخصائي الاجتماعي أهداف المجتمع المدرسي
العلاجية والوقائية والإنشائية ، يجب أن يتبع الخطوات التالية :
1.
التعرف علي المدرسة
بجمع البيانات وتبويبها وتحليلها ، فالمدرسة مجتمع محلي يتميز أفراده بأنهم
أكثر تعاوناً علي تحقيق الأهداف لما بينهم من اتصالات وعلاقات نفسية واجتماعية
قوية ، تساعد علي تكوين وإنشاء الجماعات المختلفة التي تعمل علي تنظيم وتقوية هذه
العلاقات .
2.
إثارة الوعي في المدرسة نحو احتياجات تربوية معينة هامة ، على
أساس ما جمع من معلومات باستخدام وسائل الاتصال المتاحة ، بمعاونة بعض القيادات
الطلابية والمعلمين والإدارة المدرسية .
3.
رسم الخطط الكلية للوصول إلي الهدف المقصود بعد الدراسة المشار
إليها.
4.
استخدام الجماعات والتنظيمات المدرسية المختلفة باعتبارها
موّرداً هاماً وإمكانيةً لها قيمتها .
5.
وضع البرامج المدرسية علي أساس استخدام الموارد لمقابلة
الاحتياجات .
6.
قياس أهمية الخطوات السابقة ومدي نجاحها .
مجلس إدارة الجماعات المدرسية
الأخصائي الاجتماعي يستكمل عمله كمنظم
اجتماعي في المدرسة عن طريق تكوين منظمـة في المدرسة ، تهدف إلي مساعدة الطلاب علي
القيام بأدوارهم المطلوبة ، وتكون مهمته العمل معهم وليس من أجلهم ، ويطلق على هذه
المنظمة اسم ( مجلس إدارة الجماعات المدرسية ) ومن خلال دور الأخصائي الاجتماعي في
مجلس إدارة الجماعات المدرسية .
يتضح لنا أهمية تنظيم المجتمع المدرسي ، وكيفية تحقيق
أهدافه التي نستخلصها في :
-
تحديد موارد المدرسة وامكانيتها .
-
اكتشاف وتحديد حاجات الطلاب.
-
التوفيق بين الموارد والحاجات .
ويمكن تحقيق ذلك بالأساليب التالية :
1.
دراسة البيئة المدرسية دراسة اجتماعية وافية للوصول إلى
الحقائق اللازمة لرسم الخطط والتنفيذ.
2.
إعداد برامج النشاط الاجتماعي ، وتعديل القائم منها بحيث يتم التوازن بين احتياجات الطلاب
وإمكانيات المدرسة .
3.
النهوض بمستوى الخدمات المدرسية بصفة عامة وبرامج النشاط
والجماعات بصفة خاصة .
4.
إثارة الاهتمام بين الطلاب والجماعات المدرسية لتساهم في
البرامج مساهمة إيجابية ، مع
التعرف على هذه البرامج وغايتها ووسائلها .
5.
تنمية الوعي الاجتماعي المدرسي ، وإتاحة الفرص لجميع الطلاب ليتفهموا احتياجاتهم من جهة ، واحتياجات المدرسة من جهة أخرى ، والتعرف على المشاكل المتعلقة بين
الجهتين .
6.
تنمية روح التعاون بين الطلاب وبين الجماعات وهيئة الإشراف
والتنسيق بين البرامج والخدمات .
وهناك عدد من الوسائل
يستعين بها مجلس إدارة الجماعات المدرسية في عمله منها :
1.
البحـث :
أو الكشف عن الحقائق
المحيطة بالمدرسة عن طريق بحث العينات، وتعميم الاستفتاءات ، وجمع البيانات وتبويبها واستقراء النتائج.
2.
الإيضاح : أي
فهم وتوضيح النتائج التي تم الوصول إليها عن طريق الجماعات المدرسية ، ويتطلب ذلك
فريق يتمتع بالفهم والقدرة والمهارة في التنظيم .
3.
المفاوضات : عن
طريق الاتصال بأعضاء الجماعات لإثارة اهتمامهم في الوصول إلى المشاركة في التنفيذ.
4.
الاستشارات الفنية : وهي التي تتناول خطة العمل وإثارة الوعي نحو المشاكل ومواجهتها
.
5.
الندوات والأحاديث : التي تعقد في المدرسة ، لمناقشة المسائل الجارية بطريقة تسمح
بمشاركة أكبر عدد ممكن من الطلاب ، وبهذا يرسم المجلس الخطط ويضع القرارات .
6.
اللجان : باعتبارها
أداة أساسية في تنظيم المجتمع المدرسي .
7.
الإدارة : ومنها تتم المشاركة والتعاون في وضع
الميزانية والتمويل .
8.
العلاقات الخارجية : عن طريق ما يضعه المجلس من برنامج يربط بين أهداف المدرسة
ووسائلها في تحقيق رسالتها .
دور
الأخصائي الاجتماعي في المجلس
يعتبر الأخصائي الاجتماعي الموجه الفني
للمجلس ،
ويختلف دوره هنا عن
دوره مع الجماعات المختلفة لأن العلاقات الشخصية بين الأفراد في خدمة الجماعة
تعتبر هدفاً أساسياً ،
في حين أنه في تنظيم
المجتمع يهتم بالعلاقات الموجودة بين الجماعات لا الحاجات الذاتية لأفراد الجماعة
التي يمثلونها .
وعلى ذلك يمكن تلخيص
دور الأخصائي الاجتماعي بالمجلس فيما يلي :
1.
الإلمام التام بالجماعات التي يضمها المجلس ، وكذلك التعرف على ممثلي هذه الجماعات
وعلى العلاقات القائمة بين هذه الجماعات وممثليها .
2.
مساعدة المجلس في التعرف على المشاكل القائمة ، وكذلك اختيار الممثلين المرشحين من
الجماعات ،
وشرح دور المجلس في
تنفيذ رسالة المدرسة وتوضيح وظيفة الجماعات .
3.
مساعدة العضو الممثل للجماعة على تحمل المسؤولية في تأدية دوره
، وعلى دعم علاقاته بالممثلين الآخرين ومساعدته على توضيح وجهة نظر الجماعة التي
يمثلها .
4.
مساعدة المجلس ككل لكي يصل إلى التكوين المناسب بالشروط
المحددة ،
وتكوين اللجان اللازمة لتأدية عمله وتحقيق
أهدافه .
5.
مساعدة اللجان على تحمل مسؤولياتها ، وتنفيذها ، وتقييم
ما أنجز من أعمال بين وقت وآخر .
6.
تدعيم العلاقات بين الجماعات وبين ممثليها ، بقصد تحقيق الأهداف الاجتماعية المشتركة
.
7.
تعبئة الرأي العام المدرسي للبرامج التي يتفق عليها مجلس إدارة
الجماعات .
8.
استخدام طرق وأساليب تنظيم المجتمع في توضيح المشكلات المدرسية
وأسبابها وأثرها على المجتمع المدرسي .
9.
العمل على توجيه قوى الطلاب وجماعاتهم نحو التفكير المشترك ، إيماناً منه بأن العمل الجمعي يوسع
الأفق ،
ويزيد الوعي ، مما يجعل للعمل وللبرنامج قيمة وأثراً .
10.
اكتشاف وتنمية القيادات التي تبرز من خلال مجلس ممثلي الجماعات
.
11.
العمل على إعداد جيل للمجتمع متكامل الشخصية قادر على تحمل
المسؤولية مشبع بروح الديمقراطية .
أدوار الأخصائي
الاجتماعي في المدرسة كما حددتها وزارة التربية والتعليم والشباب
أولاً :
المهــام :
1.
تنظيم
العلاقة بين البيت والمدرسة بما يخدم أغراض التعليم ونمو المتعلم .
2.
دراسة
الظاهر في سلوك الطلاب بهدف تنظيمها وتوجيهها وتنميتها .
3.
دراسة
الاتجاهات السلبية دراسة علمية اجتماعية وتفسيرها ومساعدة المعلم والمتعلم والأسرة
على تجاوزها .
4.
التنظيم
الاجتماعي للنشاطات اللاصفية والتخطيط لها في ضوء المتطلبات والظروف المحيطة
بالمدرسة .
ثانياً : الوصف الوظيفي :
1.
ينظم ويخطط العمل في المجالات التالية :
-
رحلات الطلاب .
-
خدمة المجتمع ، المعسكرات ، أيام النظافة ، الاحتفالات ،
المسابقات ، الأسرة ، النادي المدرسي .
-
الجمعية التعاونية .
-
مجالس فصول المدرسة .
-
مجلس الطلاب بالمدرسة .
2.
يبحث ويدرس الحلول للظواهر التالية :
-
مشاكل الدوام ( الغياب / التسرب ) .
-
المعوقات الصحية والنفسية وآثارها في التحصيل العلمي والتفاعل
مع البيئة والمدرسة .
-
وسائل تعزيز الحوافز والتشجيع للطلاب وفق احتياجاتهم .
3.
يشارك في الأعمال والتنظيمات المدرسية التالية :
-
مقرر اللجنة التربوية بالمدرسة .
-
مقرر مجلس الآباء والمعلمين .
-
مقرر مجلس النشاطات والرواد .
4.
يتعاون مع :
-
المشرف الإداري : بهدف التعرف على اشكالات الغياب .
-
طبيب المدرسة : بهدف التعرف على المعوقات الصحية .
-
مربي الصف : بهدف التعرف على الإيجابيات والمعوقات التحصيلية
والسلوكية للطالب .
5.
يفتح
سجلات للمباحث التالية :
-
اجتماعات اللجنة التربوية .
-
اجتماعات مجلس الآباء والمعلمين .
-
اجتماعات مجلس النشاط والرواد .
-
سجل العمل اليومي .
-
سجل الحالات الفردية .
-
سجلات جماعات النشاط الاجتماعي .
-
سجل متابعة حالات التفوق والرسوب .
ثالثاً : العلاقات :
1.
يتصل بجميع الجهات التي يقتضيها العمل من خلال المدير باعتباره
مرجعة الأول ولا يجوز تخطيه .
2.
يلتزم بتنفيذ القرارات والتعميمات الوزارية المنظمة لوظيفته
ولسير العمل داخل المدرسة .
3.
الأخصائي الاجتماعي متعاون مع الجميع ومحل ثقة هيئة التدريس .
![]() |

الخدمة الاجتماعية المدرسية
ومراحـــل النــمــــو
![]() |
v
الفصـل الأول : المرحـلـة الابتدائيـة
v
الفصل الثاني :
المرحـلـة الإعداديــة
v
الفصل الثالث :
المرحـلـة الثـانـويـة
![]() |

الفصـل الأول
v
خصائص ومتطلبات المرحلـة الابتدائية .
v
دور الأخصائي الاجتماعــي في المرحلة الابتدائية .
أ.
الخدمات
الإنمائيـة .
ب.
الخدمات
الوقائيـة .
ج.
الخدمات
العلاجيـة .
خصائص ومتطلبات المرحلة
الابتدائية
طلاب هذه المرحلة في سن ما بين السادسة
حتى الثانية عشر ، لذا فهي تقع في المتوسط الطبيعي بين الطفولة الأولى وبداية
مرحلة البلوغ وهي أخر مرحلة تربوية في حياة الطفل ، لأنها نقطة تحول اجتماعي هام
في حياته ، إذ ينتقل من محيط الأسرة إلى محيط المدرسة التي تعتبر مجتمعاً جديداً
عليه ، له متطلبات جديدة ، تفرض عليه سلوكـاً واستجابات وعلاقات معينة ، وأخذ
وعطاء من نوع جديد . ففي هذه المرحلة :
v
تتسع مجالات الطفل الاجتماعية وتنمو علاقاته وتتحد ضوابطه
الاجتماعية التي تحكم وتنظم السلوك الاجتماعي الجديد .
v
وفي نهاية هذه المرحلة يتجه الطالب إلى شلة الأصدقاء ويحب
الاندماج فيها والالتزام بقوانينها وعاداتها وقيمها وتصبح ذات تأثير بالغ على
تفكيره ، وتعد العامل الأول لمسايرته للمجتمع وهذه هي الخطوة الأولى للتنشئة
الاجتماعية .
v
كما أن الطفل ينفر من الجنس المخالف ويفضل التعامل مع الأطفال
من جنسه ، وقبل نهاية هذه المرحلة يزداد نفوراً من الجنس الآخر حتى يصل إلى بداية
مرحلة المراهقة وعندئذٍ سرعان ما يتغير ويهتم بالجنس الآخر ويسعى لتكوين علاقات
معه ..
v
والطفل في بداية هذه المرحلة يهتم بمظهره ويميل للخير ومعاونة
الضعفاء ولكن ليس حباً بالخير ولكنه وسيلة تمهد له الانتماء خاصة بين أفراد شلته
حيث يبحث لنفسه عن مكانته فيها وأدوار يؤديها وبذلك يشبع حاجته للانتماء .
v
وتزداد حاجة الطفل للاستطلاع والسعي للتعرف على بيئته وكثير ما
يسبب الضيق للكبار من كثرة سؤاله عن الأشياء ثم يتحول السؤال إلى الحل والتركيب.
v
وهو يميل للعب بالأشياء التي يمكنه تشكيلها كالصلصال والرمال
واللعب الإيهامي مثل الاختباء وغيرها . وكل هذه الأشياء يدركها الأخصائي الاجتماعي
بالمدرسة الابتدائية جيداً ويخطط لها البرامج والأنشطة المناسبة التي توائم
متطلبات هذه المرحلة.
ويمكن تلخيص ذلك في عدة نقاط :
أولاً : خصائـص المرحـلـة :
أ.
التغيرات البيولوجية في زيادة الحجم والوزن والطول والشكل
العام .
ب.
التغيرات التعليمية في العلاقة بين المدرسة والمعلم والطالب
والمنزل .
ج.
التغيرات الخارجية والحركية والحسية والعضلية والعصبية .
وتعتبر
هذه المرحلة فترة سكون أو كمون بين المرحلتين الخطيرتين ، وهي تتميز بالآتي :
-
الاهتمام المركز بالنشاط العقلي والإدراكي .
-
التحكم في الجسم بدقة ومهارة والسيطرة العضلية والحركية .
-
انخفاض سرعة النمو يساعد على الاحتفاظ بصحة جيدة ومناعة ضد
الأمراض .
-
الاهتمام بالمظهر الخارجي كالهيكل العام للجسم والشكل .
ثانياً : متطلبات المرحـلـة :
-
أهمية الحركة داخـل وخارج الفصل .
-
ضرورة التنفيس في الأنشطة الحيوية خاصة في المرحلة الابتدائية
الأولى من الصف الأول إلى الصف الثالث الابتدائي .
-
حرية النشاط ووفرة وتنوع الحركة في الحصص المنهجية واللامنهجية
(فالطفل يفكر بلسانه ويده أكثر من عقله ) .
-
ضرورة اللعب كأحد العوامل التربوية الهامة في نضج الطفل مع
توفير مساحات واسعة ووسائل كافية للحركة .
-
عدم تحميل الطفل فوق طاقته الجسمية كالأعمال الثقيلة .
-
في مجال القراءة والكتابة في بداية الطفولة المبكرة ينبغي
مراعاة أسلوب عرض المادة بالحروف الكبيرة والأرقام الكبيرة وعدم اشتراط الدقة في
الكتابة مع قلة الواجبات المنزلية .
وفيما يلي نعطي نبذة عن أدوار الأخصائي الاجتماعي في
تعامله مع طلاب هذه المرحلة .
دور الأخصائي الاجتماعي
في المرحلة الابتدائية
الأخصائي الاجتماعي في هذه المرحلة يركز
اهتمامه على أن يجعل من مجتمع المدرسة الجديد على الطفل بيئة مريحة ومناخاً مشجعاً
للتفاعل وتكوين العلاقات حتى يتوافق الطفل مع بيئته الجديدة .
وعليه أن يتقبل سلوك الطلاب ومشاعرهم
دون لوم أو تأنيب سواء كانت حباً أو كراهية ، على أن يسعى لمساعدتهم على تغيره ،
حيث أنه يعتبر المثل الأعلى بالنسبة لهم وقد يتخذونه كبديل للوالدين وهو في نظرهم
الأمين العادل وهو مدرك لأهمية وضعه كانسان جدير بالتقليد وقادر على مساعدة الطلاب
ليتوافقوا مع مجتمعهم الجديد .
وهو يساعدهم على النمو تدريجياً عن طريق
تبسيط الخبرات وتدرجها بما يناسب قدراتهم وإمكانياتهم ، وإسناد المسؤوليات المتدرجة
في صعوبتها حتى ينجحوا في أدائها فيشعروا بالثقة وعندئذٍ يتخذ الأخصائي الاجتماعي
من نجاحهم روحاً محفزة للعمل ، فيشجعهم ويكافئهم لتعزيز سلوكهم ..
ويمكن تلخيص دور الأخصائي الاجتماعي في المرحلة
الابتدائية في تقديم الخدمات الإنمائية والوقائية والعلاجية ، كما يلي :
أ. الخدمات الإنمائية :
عندما
يخطط الأخصائي الاجتماعي المدرسي لبعض الأنشطة والبرامج لطلاب المرحلة الابتدائية
فإنه يراعي أن :
v
تكون مناسبة لأعمارهم وقدراتهم وعندئذٍ يستطيع من خلالها
الإنماء والإنشاء .
v
ينمي شخصياتهم حتى يتمكنوا من أداء وظائفهم الاجتماعية وينمي
وينشئ الاتجاهات الصالحة التي تساعدهم على التوافق في مجتمعهم الداخلي والخارجي ،
وينمي القيم الأخلاقية والاجتماعية والدينية ويكسب الخبرات ويستثمر المهارات التي
تؤدي لإنماء الشخصية الذي هو هدف الخدمة الاجتماعية سواء على مستوى الفرد أو
الجماعة أو المجتمع ..
v
عن طريق الخدمات الإنمائية يستطيع الأخصائي الاجتماعي تدعيم
صلة طالب هذه المرحلة بمجتمعه الصغير وهو المدرسة ويدربه على الاشتراك في مواجهة
مشاكل هذا المجتمع ويحمله بعض المسؤوليات المتدرجة التي يشعر من خلالها بانتمائه
لهذا المجتمع وإخلاصه له تمهيداً لتكوين المواطن الصالح الذي يخلص لمجتمعه الكبير
ويشعر بالانتماء إليه ، وبذلك يشعر الطالب بأن له أدوار يؤديها وينجح فيها فيشعر
بالثقة في النفس والاعتزاز بالذات ،
v
عندئذٍ يستثمر الأخصائي الاجتماعي تلك المشاعر في تنمية الوعي
القومي والإحساس بالموطنة والانتماء إلى جماعة فصله وجماعة نشاطه الحر وجماعة
مدرسته تمهيداً لإعداده للمواطنة الصالحة .
ب. الخدمات الوقائية
المعروف أن الوقاية خير من العلاج لذا فإن
الأخصائي الاجتماعي بالمرحلة الابتدائية عليه أن :
v
يبذل جهود مضاعفة لحماية أطفال هذه المرحلة من التعرض للمشكلات
ويجنبهم الوقوع فيها .
v
يستعين في ذلك بالجهود
التي يبذلها مع المعلمين والعاملين بالمدرسة والجهود مع أولياء الأمور بالأسرة
والجهود التي يبذلها مع بعض أفراد المجتمع الخارجي والذين لهم دور مؤثر في شخصيات
الطلاب .
v
يحشد وينسق كل الجهود
لحماية الطلاب ووقايتهم من التعرض لمثل هذه المشكلات .
v
يكتشف الحالات المعرضة للمشكلات من خلال تفاعله مع الطلاب في
المدرسة وعن طريق الأنشطة والبرامج المختلفة التي يعدها لهم ويشترك معهم في
ممارستها فيتقربون منه ويثقون به ويكونون معه العلاقات التي تشجعهم على التحدث معه
والتعبير عن مشاعرهم بحرية .
وعندئذً يصل الأخصائي الاجتماعي الماهر
إلى أسباب المشكلات ويرصدها ويضع لها الحلول المناسبة التي تمنع حدوثها مستقبلاً
مستخدماً أساليب العمل المهينـة في ذلك .
ج. الخدمات العلاجية :
قد يصادف الطفل عند انتقالـه من مجتمع
الأسرة إلى مجتمع المدرسة العديد من المشكلات التي تعـوق توافقه مع المدرسـة سـواء
اقتصادية أو نفسية أو اجتماعية أو جسمية وتكون سبباً في عدم استفادته من الخدمات
التعليمية بالمدرسة وعند اكتشافه يتعاون معـه الأخصائي الاجتماعـي في مواجهة هذه
المشكـلات بدراستها وتشخيصها ثم علاجها ، وبذلك يصبح في حالة تسمح له بالاستفـادة
من الخدمات التعليمية المقدمة .
وكلما تم اكتشاف مثل هذه المشكلات
الفردية مبكراً كلما كان هناك سهولة في علاجها ، والأخصائي الاجتماعي يتعاون مع
المدرسين وكل العاملين في المدرسة على اكتشاف هذه المشكلات قبل تعقدها ، وعندمـا
يضع الخطة العلاجية المناسبة فإنه يستعين بهم في تنفيذها حتى يكون لهم أدوار مؤثرة
فيها .
والأخصائي الاجتماعي الماهر هو الذي
يستطيع أن يدعم علاقاته مع الهيئة الإدارية والتدريسية وأولياء الأمور حتى
يتعاونوا معه بحماس في اكتشاف وعلاج هذه المشكلات .

الفصل
الثـانـي
v
خصائـص ومتطلبات المرحلـة الإعدادية .
v
دور الأخصائي الاجتماعــي في المرحلـة الإعدادية.
أ.
الخدمات
الإنمائيـة .
ب.
الخدمات
الوقائيـة .
ج.
الخدمات
العلاجيـة .
خصائص ومتطلبات طالب
المرحلـة الإعدادية
المرحلة الإعدادية تقابل مرحلة المراهقة
المبكرة وهي تمتد من سن الثانية عشر حتى الخامسة عشر .ومن خصائص هذا المرحلة :
v
تعتبر مرحلة صراع بين الطفولة واكتمال النمو .
v
طالب هذه المرحلة يميل إلى أن يعامل معاملة الكبار وينتظر من
المحيطين به الاعتراف برجولته ، لأن الطفولـة تمثل الضعف والرجولة تمثل القوة وهو
يميل إلى الاستقلال ويشعر بذاته ، وإذا لم يعامل على أنه كبير يشعر بالقلق والتوتر
، أما إذا شعر برجولته فيشعر بالأمن والطمأنينة .
v
طالب هذه المرحلة يتصف بالحساسية الزائدة وينفعل بسرعة ويثور
لأتفه الأسباب ويوجه ثورته وغضبه إلى الأفراد والجماعات التي يعيش فيها ، وتتشكل
شخصيته حسب الجو الاجتماعي الذي يعيش فيه ، ومن الملاحظ أن حالة القلق ونقص الشعور
بالاستقرار وخاصة في بداية هذه المرحلة ، لا يفصح عنها بسهولة لوالديه أو مدرسيه
إلا إذا ألحوا في الاستفسار عنها .
v
يُظهر الطالب احتياجه إلى تكوين صداقات مع من يختارهم وشعر
معهم بالراحة ، ويحس بذاته لشعوره بأنه مرغوب بينهم قادر على مشاركتهم في عملهم
ولعبهم .
v
يهتم بالماديات أكثر من اهتمامه بالمعنويات وكثيراً يتعجب
للعالم المحيط به .
v
من ناحية العلاقات الاجتماعية والعاطفية فأنها تتأثر بمخاوف
الكبار الذين يعرفون أن هذه المرحلة قد تكون فترة استقرار عاطفي ، وقد تكون فترة اضطراب حاد ، ولذلك فهم يخافون
عليه من الاضطراب ، فيتجهون لفرض القيود بعد أن كانوا يعطونه كثيراً من الحرية
وهنا تسوء العلاقات بالكبار وخاصة الوالدين .لذلك نجد طلاب هذه المرحلة في حيرة
مستمرة من اختلاف المعاملة ويبدأ كل منهم في التساؤل من أكون ؟ وما هو دوري في
المجتمع ؟ ويبحث عن دوره ومكانته .
v
عن النمو الجسمي يأخذ الذكور في التحول نحو مظاهر اكتمال
الرجولة والفتيات نحو اكتمال مظاهر الأنوثة ، بالإضافة إلى التغيرات الجسمية
والفيسولوجية تُحدث تغيرات عقلية وانفعالية بالغة العمق في حياة طالب هذه المرحلة
تؤدي إلى اختلال التوازن الانفعالي والاجتماعي ومن ثم يجد الكثير من المراهقين
والمراهقات صعوبة التكيف مع المجتمع ، ويؤدي ذلك إلى البعد عن الواقع والهروب إلى
الخيال وأحلام اليقظة كحيلة دفاعية تساعدهم في التعايش مع هذه المتغيرات السريعة
وتحقيق التكيف في عالم آخر غير واقعي ..
v
الطالب في هذه المرحلة يلجأ إلى شلل الأصدقاء ليشبع حاجاته
ويخلق لنفسه جوه الخاص ومكانته الاجتماعية ويلعب أدوار الزعامة ويمارس مواقف
المغامرة والبطولة والقيادة ويجد من يستمع لمشكلاته ويستجيب لانفعالاته ومشاعره
الداخلية التي يخفيها عن الكبار ..
دور الأخصائي الاجتماعي
في المرحلة الإعدادية
يقع على عاتق الأخصائي الاجتماعي في هذه المرحلة تنمية شخصية
الطالب في باكورة مراهقته وفق ما تتميز به هذه المرحلة من خصائص حتى يسهل توجيهه
التوجيه السليم بعد إعداده بالشكل الذي يجعله قادراً على النمو من جميع الجوانب
الجسمية والنفسية والعقلية والاجتماعية من خلال البرامج والأنشطة التي يخططها
الأخصائي الاجتماعي في المدرسة والتي تتيح الفرص لطالب هذه المرحلة ليكتسب الكثير
من الخبرات وينمي ما تم اكتشافه من القدرات ويستثمر ما يميل إليه من مهارات
وهوايات عن طريق الجماعات التي يكونها الأخصائي الاجتماعي لممارسة تلك الأنشطة
والتي تشبع الكثير من الحاجات وتوفر العديد من
الرغبات .
وفيما يلي تلخيص لأدوار الأخصائي الاجتماعي في المرحلة
الإعدادية من خلال تقديم الخدمات الإنمائية والوقائية والعلاجية على النحو التالي
:
أ. الخدمات الإنمائية :
v
يهتم الأخصائي الاجتماعي في هذه المرحلة بتقديم خدماته
الإنمائية (الإنشائية) للطلاب التي تتناسب مع احتياجات المراهقة عن طريق إشراكهم
في الجماعات المدرسية المنظمة الملائمة التي تهيئ لهم التنشئة الاجتماعية الصالحة
مع الإفادة من ألوان النشاط التي يمارسونها كوسيلة تساعد على اكتشاف ميولهم
وقدراتهم الخاصة ثم استثمارها وتنميتها .
v
يوفر لهم الخدمات
والمشروعات الجماعية التي تقابل احتياجاتهم ، كتنظيم واستثمار فراغهم عن طريق
الخدمة العامة والمعسكرات وغيرها من البرامج التي تعاون المراهق على تحقيق نموه
الانفعالي والاجتماعي والعقلي والجسمي.
v
يساعد على تنمية الاتجاهات الصالحة والقيم الأخلاقية والدينية
عن طريق الأنشطة المختلفة التي يصممها بصورة مرسومة ومخططة لتحقيق تلك الخدمات
الإنمائية التي تهدف في النهاية إلى تنمية شخصياتهم وفق ما تتميز به هذه المرحلة
من خصائص .
والأخصائي الاجتماعي المدرسي الماهر هو
القادر على أن يهيئ طلابه نفسياً للاستفادة من العملية التعليمية قدر الإمكان وأن
يشرك معه في ذلك جميع أطراف المجتمع المدرسي والمجتمع المحلي ..
ب. الخدمات الوقائية :
والأخصائي الاجتماعي يولي الخدمات الوقائية في هذه المرحلة
عناية خاصة عن طريق دراسة الظروف الاجتماعية ومظاهر المشكلات العامة في المدرسة ،
والتعاون مع أسرة المدرسة ومع الأباء والأمهات عن طريق تناولها بالمساعدات
المناسبة ويمكن تلخيصها فيما يلي :
1.
رعاية الظروف الصحية للطالب وخاصة في هذه المرحلة التي يمر
فيها بتغيرات بدنية عديدة وتوفير وسائل الوقاية الصحية ، كما يحتاج إلى إرشاد
وتوجيه صحي في النواحي الجنسية .
2.
رعاية ظروفه الانفعالية حيث يحتاج طالب هذه المرحلة إلى تبصيره
بانفعالات الشباب في سنه وتحليلها له بما يساعده على استعادة توافقه واستقراره
نفسياً بما يحول بينه وبين ما يعانيه من قلق وتوتر وخوف .
3.
رعاية ظروفه الاجتماعية برسم سياسة موحدة للتعامل معه في
المدرسة وفي البيت أيضاً ، وتبصير الأباء والأمهات بمشكلات ومتاعب الشباب في هذه
المرحلة حتى تتفق معاملتهم مع ظروف الأبناء كأطفال كبار يحتاجون إلى الحنان
والإحساس باكتمال النمو مما يجنبهم التمرد في المدرسة والمنزل ، والعمل على تمكين
الأبناء والبنات من الاشتراك في جماعات تمارس النشاط الحر الذي يشبع احتياجاتهم
ويساعدهم على تكوين العلاقـات الاجتماعية الجماعية التي تشعرهم بالسعادة من ولائهم
لها وانتمائهم إليها وبذلك يحسون بكيانهم الاجتماعي واستقلالهم فتنمـوا ثقتهم
بأنفسهم ويزداد ميلهم إلى التعاون وتحمل المسؤولية … الخ
.
كل هذه الخدمات يقوم بها الأخصائي الاجتماعي الذي يهدف إلى فهم الطلاب فهما هادفاً ، ثم مساعدتهم على أن يصبحوا أكثر قدرة على فهم أنفسهم وفهم بيئتهم وفهم مشكلاتهم ، ومتى تمت عملية الفهم فإن الطلاب يصبحون قادرون على الاعتماد على أنفسهم لحل مشاكلهم التي تواجههم في المستقبل .
4.
ولرعاية ميول وقدرات طلاب هذه المرحلة يستعين الأخصائي
الاجتماعي بكل الإمكانيات التي تساعد على توجيههم تعليمياً ومهنياً بعد أن يكتشف
قدراتهم ومهاراتهم ويساعدهم على استثمارها وتنميتها عن طريق المناهج الدراسية من
ناحية والنشاط المدرسي بأنواعه المختلفة من ناحية أخرى .
هذه هي أهم الخدمات
الوقائية للطلاب في المدرسة الإعدادية ولا شك أن جميع هذه الخدمات تستدعي أن يأخذ
القادة في اعتبارهم العناية بشخصية الطالب وإشباع حاجته بمنحه الحب والثقة وتقبله
وإتاحة كافة الفرص التي تمكنه من التعبير عن شخصيته مع الابتعاد عن كل ما من شأنه
الإقلال من قدرته كتأنيبه أمام الزملاء أو الهزؤ به وبتصرفاته أو عتابه عتاباً
شديداً مما يعكس أثاراً انفعالية أو اجتماعية أو اقتصادية أو جسمية يترتب عليها نتائج سيئة غير صالحة في حاضره
ومستقبله وتعوقه عن التكيف الصالح في المدرسة .
ج. الخدمات العلاجية :
طلاب المرحلة الإعدادية في حاجة شديدة
إلى خدمات الأخصائي الاجتماعي العلاجية لما يواجهونه من مشكلات انفعالية كالقلق
وفقدان الثقة بالنفس والشعور بالنقص والعدوان والانطواء ثم المبالغة في المغامرة
والمبالغة في لفت الأنظار عن طريق تصرفات قد تكون على مستوى اللاشعور أو على مستوى
الشعور مثل مشكلات التبول اللاإرادي أو قضم الأظافر أو البصق المستمر أو التمارض
أو الامتناع عن الأكل ، أو تناوله ببطء مبالغ فيه …
الخ من المشكلات الانفعالية المرتبطة بخصائص المراهقة المبكرة التي ذكرنا أهمها .
كما
أن هناك مشكلات أخرى تتصل بالتخلف الدراسي الذي يرجع إلى أسباب بيئة الطالب أو
ذاته ، أما بسبب ضعف ذكاء الطالب أو لعدم توافق البرامج الدراسية مع قدراته وميوله
الخاصة ، خلاف ذلك المشكلات الأخرى التي يتخلف فيها الطالب عن زملائه اقتصادياً
واجتماعياً أو صحياً مثل مشكلات الحرمان وحب الظهور والرغبة في الملكية بصورة
مبالغة ويظهر كل ذلك على شكل مشكلات هروب أو غياب أو سرقة أو عدوان أو نفور من
الجو المدرسي بالإضافة إلى المشكلات الصحية المختلفة ..
هذه المشكلات وغيرها تحتاج إلى أخصائي
خدمة الفرد الذي يقدم جهوده العلاجية لمواجهة هذه المشكلات وحلها ، وقد يحتاج
الأخصائي الاجتماعي المدرسي عند علاج هذه المشكلات إلى تعاون الهيئة الإدارية
والتدريسية وبعض المؤسسات المجتمعة معه كالعيادات الطبية والنفسية والشؤون
الاجتماعية والجمعيات الخيرية حيث يعتمد عليهم في تطبيق خططه العلاجية إذا كانت
ترتبط بالخدمات التي يقدموها للطالب ..

الفصل
الثـالـث
v
خصائـص ومتطلبات المرحلـة الثـانـوية .
v
دور الأخصائي الاجتماعــي في المرحلـة الثـانــويـة .
أ.
الخدمات
الإنمائيـة .
ب.
الخدمات
الوقائيـة .
ج.
الخدمات
العلاجيـة .
خصائص
ومتطلبات المرحلة الثانوية
المرحلة الثانوية
تمتد من الخامسة عشر حتى الثامنة عشر وهي مرحلة مراهقة متوسطة ، ولها بعض السمات
والخصائص التي تظهر على الطلاب في هذه المرحلة تتصل بالقدرات الجسمية والقدرات
الذهنية والقدرات العاطفية ..
v
فمن ناحية القدرات الجسمية فإن سرعة نمو المراهق تقل عن ذي قبل
وتزداد القدرة على التحكم في العضلات والأعصاب حتى يكتمل النمو في السابعة عشر
ويصبح كل من الجنسين على استعداد للزواج من الناحية الجسمية ولكن هذا يقابل
استحالة من الناحية المادية ، ويصبح المراهق قادراً على تكون العادات الصحية
السليمة مع استمرار احتياجه إلى كثير من الطعام والنوم ، وكثيراً ما يلجأ إلى
أحلام اليقظة ، وتظهر عليه علامات القلق والتوتر النفسي ويصبح غير قادر على فهم
وجهات نظر الكبار ويضيق صدره بنصائحهم ولذلك نجده في هذه المرحلة يتجه إلى شلة
الأصدقاء وتقوي علاقاته بهم لإحساسه بأنهم يتكلمون لغته ويتفهمون مشاعره وعندئذٍ
يشعر بينهم بالاستقلالية والحرية ..
v
أما من ناحية القدرات العقلية فالطالب تزداد قدرته على
الاستفادة من الناحية التعليمية مع زيادة المقدرة على العمليات العقلية مثل التخيل
والتفكير ، كما يتصف بالفضول وحب الاستطلاع ويكوّن فلسفة خاصة به. ولكن طلاب هذه
المرحلة يتصفون بالطموح الكبير الذي يكون في أغلب الأحيان فوق طاقتهم ويظهر لديهم
الولاء للمبادئ والمثل العليا مع الرغبة في الاختلاط بالآخرين ويظهر لديهم الرغبة
في التأكد من صحة المعتقدات كما يميلون إلى الحرية الذهنية ويحتاجون إلى بعض
الإرشاد في كيفية استعمالها ، ويميلون إلى المعلومات الدقيقة التي يحاولون الحصول
عليها من المصادر الموثوق بها ، ولذلك تعد هذه المرحلة مرحلة يقظة عقلية .
v
وعن القدرات العاطفية فالحرية العاطفية يتم تكوينها في هذه
المرحلة حيث يميل المراهق إلى تكون علاقات مع الجنس الآخر ، وتأخذ الشخصية طريقها
إلى النمو والتكامل ، ويصبح الطالب قادراً على تكوين العلاقات وقادراً على اتخاذ
القرارات ، وتتكون الآراء المهنية والمعتقدات الدينية ويصبح لديه الإحساس بالترابط
الوثيق بعد أن تكون لديه القدرة على الرقابة الذاتية القوية . لذلك نجد طالب هذه
المرحلة يمر بمرحلة صراع بين هذه التغيرات الجديدة والاتجاهات التي يتأثر بها في
مدرسته وبين سلطان الأسرة الذي لا يعترف بهذه التغيرات والاتجاهات الجديدة ،
ويترتب على ذلك نوع من التنافر بين الطالب وأسرته التي لا تعترف بحقوقه والتي تحد
من حريته وتقلل من شأنه وتنهاه عن أمور لا يقتنع بها ، وتطالبه الأخذ بسلوك معين
لا يتفق مع الظروف الاجتماعية الحديثة التي يعيش فيها ..
v
أما القدرات الاجتماعية التي تميز هذه المرحلة فأهمها رغبة الطالب
واهتمامه بإثبات رجولته بشكل قد يفسر بأنه ميل للتحرر من سلطة الكبار الذين يصفهم
المراهق دائماً بأنهم لا يفهمونه ، ولذلك لا يميل إلى توجيهاتهم ولا يأخذ بها إلا
بما يقتنع به بعد عدة مناقشات كبيرة فقد بدأ يشعر بذاته ويبحث عن حريته واستقلاله
.
دور الأخصائي الاجتماعي
في المرحلة الثانوية
الخدمة الاجتماعية
المدرسية تهتم اهتماماً كبيراً بتحقيق ما يسمى ( بالمراهقة المتوافقة ) أي رعايـة
المراهق ومساعدته لتحقيق توازنه الاجتماعي واستقراره النفسي ، بحيث يعبر هذه
المرحلة الخطيرة وقد خلا سلوكه من التوتر الانفعالي الحاد ، مما يساعد على التوافق
مع بيئته في الأسرة أو المدرسة أو النادي وغيرها من الجماعات توافقاً سوياً يتمكن
فيه من اكتساب الخبرات الدراسية والمهارات الاجتماعية .
ونوجز
أدوار الأخصائي الاجتماعي من خلال ثلاث جوانب رئيسية في صورة خدمات كالتالي :
أ. الخدمات الإنمائية :
عندما
يقدم الأخصائي الاجتماعي المدرسي خدماته الإنمائية لطلاب المرحلة الثانوية فإنه :
v
يسعى إلى إنماء
الشخصية التي تساعدهم على التوافق مع المجتمع وذلك بمساعدتهم على فهم أنفسهم
ومعرفة قدراتهم وإمكانياتهم وميولهم الحقيقية لأنهم في أمسِّ الحاجة إلى معرفة ما
إذا كان لديهم الذكاء والمهارات الخاصة والميول الضرورية لتعلم مهنة من المهن
والتقدم فيها وبعد ذلك يساعدهم على إنمائها واستثمارها ثم يتجه كل منهم الاتجاه
الذي يناسب ميوله واتجاهاته وقدراته ، وبذلك يخطوا خطوات نحـو النضج ويضع أقدامه
على طريق البناء والإنماء ، وإذا طلب النصيحة يقدمهـا له .
v
ينمي لديهم الاتجاه نحو الاستقلال والحرية عن طريق اشتراكهم في
أنشطة يتحملون فيها مسؤوليات تناسب قدراتهم وإمكانياتهم حتى ينمي ثقتهم بأنفسهم
وينمي قدراتهم على التوافق مع متطلبات الحياة فيتكيفون مع ذواتهم ومع الآخرين
وبذلك يعدهم للاستقلال عن الأسرة لأعدادهم للزواج وتكوين أسر جديدة .
وبذلك يحي الأمل فيهم ويساعدهم على
النجاح والعمل ، حيث أن أعظم شيء يعيد للمراهق شعوره بقيمته وينمي ثقته بنفسه هو
الشعور بالنجاح ، وإن ما يضعف هذا الشعور هو الفشل المتكرر ، وإذا ما ساعدهم على
النجاح في مواجهة مشكلاتهم في الأسرة والمدرسة وفيما بينهم ، فإنه يساعدهم على
بناء ثقتهم في أنفسهم ، وإنماء الثقة من ضروريات إنماء الشخصية .
ب. الخدمات الوقائية :
نظراً
لأن الوقاية خير من العلاج فالأخصائي الاجتماعي يهتم بالآتي :
v
تقديم خدماته الوقائية لطلاب هذه المرحلة حتى يجنبهم التعرض
والوقوع في كثير من المشكلات ، عن طريق الأنشطة والبرامج التي تحقق هذه الأهداف.
v
يقوم الأخصائي الاجتماعي باستغلال الكثير من الأنشطة والبرامج
لتحقيق أهدافه كإشراك الطلاب في الأنشطة الاجتماعية ذات الطابع المجتمعي
كالمعسكرات والمشروعات البيئية وخدمة المجتمع مما يؤدي إلى ارتباط الطالب بمجتمعه
ليشعر بقيمته ويتعود على توصيف أدواره ومكانته المجتمعية وشعوره بذاته وتحمل
المسؤولية .
ج. الخدمات العلاجية
فالأخصائي الاجتماعي يعمل على:
v
إتاحة الفرصة لطلاب هذه المرحلـة ليعبروا عن مشكلاتهم وذلك
عندما ينصت إليهم بوعي ، لأن المراهقون يحتاجون إلى من ينصت إليهم بوعي ويتفهم
مشكلاتهم وعندئذ يعبرون عنها ويفكرون معه فيها بصورة واقعية بدلاً من الهروب منها
والالتجاء إلى الخيال وأحلام اليقظة وبدلاً من أن يشعر المراهق بأن الكبار لا
يفهمونه ويفقد الثقة فيهم ويبتعد عنهم ، ولكن الأخصائي الاجتماعي يقدم له صورة
أخرى من الكبار الذين ينصتون إليه بعطف واهتمام ويبتعدون عن إدانته أو لومه وبذلك
يستعيد الثقة فيهم ويعبر لهم عن مشكلاته .
v
يتيح الأخصائي
الاجتماعي الماهر الفرصة لهذا الطالب ليشارك في المناقشات الجماعية مع مجموعة من
الطلاب مثله ، وتدور هذه المناقشات حول مشكلاتهم المتشابهة وهو بجانبهم يشجعهم
تارة ويستثيرهم تارة أخرى حتى يعبروا عن مزيد من مشاعرهم الخاصة
وهنا يشعرون بالراحة
والطمأنينة ويجد الأخصائي الاجتماعي الفرصة للتعرف على المشكلات المتشابهة ويساعدهم على
مواجهتها وعلاجها .
ومن هنا تبدو أهمية الخدمة الاجتماعية في المدرسة لتحقيق
أهدافها عندما يقوم الأخصائي الاجتماعي المدرسي بأدواره المتكاملة في تقديم
الخدمات الإنمائية والوقائية والعلاجية على النحو الذي أوضحناه في المراحل
المختلفة مع تعديل وتطوير ما يلزم تطويره ، بما يتفق واحتياجات وظروف الطلاب في كل
مرحلة .

|
كيف يكون
الأخصائي الاجتماعي متميــزا
![]() |

![]() |
من المعروف أن الارتقاء بمستويات الأداء والإبداع والإجادة في
مجال التربية والتعليم هو أحد أهداف جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي
المتميز .
والأخصائي الاجتماعي يمثل أحد الفئات
المستهدفة في الجائزة كونه أحد العناصر الهامة في عملية التربية والتعليم ونجاحه
في عمله وإبداعه وجودته دافعاً للارتقاء بالمستوى التحصيلي والمهاري والإبداعي لدى
الطلاب ، وسبباً في تهيئة المجتمع المدرسي بكافة مجالاته وأطرافه لتحقيق أهداف
العملية التربوية التعليمية ومن ثم إعداد أجيال منتجه متميزة تساهم في بناء وتنمية
المجتمع .
والحقيقة أن أعمال الأخصائي الاجتماعي
كثيرة ومجالات عمله واسعة لذا كانت أهمية وجوده بالمجتمع المدرسي واستهدافه كفئة
من الفئات التي رشحتها الجائزة لنيل شرف التميز .
والسؤال الذي يطرحه كل أخصائي اجتماعي
جاد في عمله مخلص في أداء واجباته تجاه الآخرين هو كيف
يمكن تحقيق الفـوز بجائزة حمدان للأداء التعليمـي المتميـز ؟ وكيف يمكن الإعداد
لها والحصول عليها ؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول لصاحب
العلاقة نعلم أنك تقدر عملك وتبذل قصارى جهدك لتحقق أفضل أداء وتتفانى في تقديم
أفضل الخدمات لمجتمع المدرسة ولكن يجب أن تقرأ جيداً وقبل كل شيء معايير اختيار
الأخصائي الاجتماعي المتميز والواردة في الكتيب التعريفي للجائزة وطلب ترشيح
الأخصائي الاجتماعي المتميز وهذه المعايير باختصار شديد تدور حول أربعة محاور
رئيسة هي :
v
الالتـزام السلوكـي .
v
المعرفـة التخصصية .
v
المساهمات الإيجابية .
v
نتائج الأداء المتميـز .
وقبل أن نخوض في تفسير هذه المعايير
علينا أن نشير إلى أهمية معرفة الأخصائي الاجتماعي بمهام عمله كما حددته اللوائح
المنظمة للعمل بوزارة التربية والتعليم ، كذلك معرفته بمجتمع المدرسة والمجتمع
المحلي المحيط بها وعادات وتقاليد هذا المجتمع ، كذلك إلمامه التام بسلوكيات طلابه
والظواهر الاجتماعية الثابتة والمتغيرة والطارئة التي تشكل مجتمع المدرسة وتتحكم
في أدائه ، وأيضاً معرفته وإلمامه بالمؤسسات التي يتكون منها المجتمع وخدمات هذه
المؤسسات والتي يمكن توظيفها لخدمة مجتمع المدرسة والطلاب .
والأهم في عمل الأخصائي الاجتماعي هو
التخطيط الجيـد للعمل وفق ما يراه من أهداف يتطلب المجتمع المدرسي تحقيقها ، وربط
تخطيطه بدراسته المتأنية لهذا المجتمع بكل متغيراتـه وإعطاء مساحة من المرونـة في
التنفيذ وإشراك كل عناصـر المجتمع المدرسي في وضع خطوط عريضة لخطته في العمل حتى
تتناسب مع متطلبات المجتمع المدرسي …
كذلك إيمانه بأهمية العمل الجماعي
التعاوني المشترك سواء للطلاب أو الهيئة الإدارية والتدريسية أو المجالس والجماعات
المدرسية وتوثيق كل أعماله بالكلمة والصورة الفوتوغرافية والمسجلة سواء بالصوت أو
الصورة لتكون دليلاً ثبوتياً لأعماله ومرجعاً للتقييم المستمر لتحسين الأداء
مستقبلاً .
هذا كله لا يحقق النجاح في العمل دون
تنمية مهنية مستمرة سواء أكانت ذاتية أم عن طريق دورات تدريبية للإطلاع على كل ما
هو جديد في ميدان العمل الاجتماعي من إصدارات وتجارب رائدة .
أما عن المعايير الأربعة التي يتم تقييم
الأخصائي الاجتماعي المتميز بها فسنعطي نبذة مختصرة عن متطلبات كل معيار وفق
تصورنـا :
أولاً : الالتزام السلوكي :
أن يمثل قدوة حسنة من حيث الالتزام
السلوكي للطلاب والزملاء ويقدر أهمية الوقت في عمله ويداوم قبل موعد الدوام الرسمي
ويتعامل مع الجميع باحترام متبادل ، وأن يكون مخلصاُ في أدائه لعمله وله دور
إيجابي وفعال في المجتمع المدرسي ، ويتمتع بعلاقته الطيبة مع أطراف المجتمع
المدرسي وأولياء الأمور ويوظف هذه العلاقات لصالح عمله مع الطلاب سلوكياً وتربوياً
.
ثانياً : المعرفة التخصصية :
أن يتمتع الأخصائي الاجتماعي بقدرات
معرفية عالية في مجال تخصصه ويحافظ على تطوره المهني ويواظب على حضور كل ما يؤهله
مهنياً من لقاءات وندوات تنظمها الوزارة أو الدوائر المحلية ، ويبتكر في عمله من
خلال تطوير شكل النشاط المدرسي ، ويساعد الطلاب والمعلمين في كل ما يخص مجال العمل
، ويبادر بإشراكهم في العمل التطوعي وخدمة البيئة المدرسية والمجتمع لبث العديد من
القيم والسلوكيات الحميدة في نفوس الطلاب .
ثالثاً : المساهمات الإيجابية :
أن يكون للأخصائي الاجتماعي دورٌ بارزٌ
في تنمية العلاقات الإنسانية والتواصل بين الزملاء في المجتمع المدرسي ، ولديه
قدرة على تحديد المشكلات المدرسية والاجتماعية والتعريف بها والتعامل معها
بمسؤولية ، ووضع المقترحات التي تساهم في علاجها ، وله آراء تربوية قيمة يعرضها في
شكل نشرات أو رسائل تفيد المجتمع التربوي وتساهم في الارتقاء بالأداء في مجال
العمل الاجتماعي .
رابعاً : نتائــج الأداء المتميز :
أن يقوم الأخصائي الاجتماعي بالإعداد
والتنظيم للأنشطة المدرسية وينظم الاشتراك في المسابقات العامة للنشاط المدرسي وينسق
جهود المعلمين والطلاب لتحقيق أفضل النتائج لمدرسته ، وعليه أن يطبق أساليب العمل
المهنية في متابعة الطلاب وتحسين مستواهم الدراسي ، ويطبق خطة متطورة للتوجيه
الجمعي من بداية العام الدراسي تساهم في زرع عدد من القيم التربوية في نفوس الطلاب
، وتكون خطة عمله مبنية على أسس تم دراستها في العام الدراسي الماضي وتعالج بعض الظواهر السلبية في العام الدراسي الحالي ،
وتوائم ظروف المجتمع المدرسي وتتفق مع سياسة وزارة التربية والتعليم .
وأخــيراً … نوضح
لجميع الزملاء بأن التميز في الأداء متاح للجميع فقط بتنظيم العمل والتخطيط الجيد
والتوثيق المستمر لكل فعاليات العمل ، والبحث عن مصادر المعرفة الحديثة ، والتطوير
المستمر للأداء ، ووضع أهداف استراتيجية تتناسب مع الإمكانيات المتاحة ، وتوظيف كل
الجهود وتنسيق المشاركات الجماعية للطلاب والهيئة الإدارية والتدريسية لتحقيق هذه
الأهداف .
والله ولي التوفيق

1.
منهاج عمل الأخصائي الاجتماعي ودليل مجالات العمل بالمؤسسات
التعليمية صادر عن وزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية عام 1983و1997م ،
د. محمد أبو العلا / إبراهيم نصيف إبراهيم .
2.
الخدمة الاجتماعية المدرسية - د. محمد سلامة محمد غباري
3.
أصول خدمة الفرد - د.
أحمد السنهوري
4.
الخدمة الاجتماعية في المدرسة
- مختار حمزة وآخرون
5.
خدمة الفرد في المجالات النوعية ، د. محمد شريف وآخرون .
6.
توجهات عمل الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة ( نشرات سنوية ) صادرة
عن التوجيه الفني للخدمة
الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم والشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة .
7.
الكتيب التعريفي لجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء
التعليمي المتميز للعام 1999 .
الطبعـة
التجريبية الثانية
يونيـو
2000م
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لك على الجهد الطيب والله ولي التوفيق