وسائل الإعلام الاجتماعي

وسائل الإعلام الاجتماعي


في عهد سابق كان بلاط صاحبة الجلالة يقتصر على فئة دون غيرها، فلا يمارس مهنة القلم إلا مجموعة مختارة اقتصر عليها التعبير بحسب توجهات وأهواء الحكومات التي تتبعها، لكن الواقع اليوم أصبح مغايرًا تمامًا فالكل أضحى يمتلك القدرة على التعبير وإبداء الرأي في كل المجالات وشتى القضايا من خلال كبسة زر على لوحة مفاتيح، أما الثورة العظمى فتتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها كوسيلة من وسائل الإعلام الاجتماعي في العالم العربي.

من وجهة نظري قد يُعدّ لهذه المواقع قيمة جيدة لأنها ساعدت بشكل كبير على توطيد أواصر التفكير الجماعي وكأن جلسة من جلسات العواصف الذهنية على فضاء افتراضي تؤخذ بعين الاعتبار من ناحية النقاش والتنظيم تحت إدارة مجموعة من

الشباب غرضهم توصيل فكرة ما أو طرح قضية معينة من أجل التأثير على حركة المجتمع والإصلاح ونشر الوعي والتغيير في اتجاه الأفضل، لذلك يبدو الحماس والتشويق مهيمنًا للوصول نحو الهدف لكنه في واقع الأمر ثمرة تعاون فكري في طرح

الرأي والرأي الآخر ساهم بشكل فعال لأن تطفو قضايا بالغة الأهمية على السطح وأن تجد لها آذانًا تسمعها نتيجة سهولة التواصل بالمسؤولين أصحاب القرار، وبات المستخدم العادي لديه القدرة على التعبير وعرض الرأي دون مساحة خوف. ما سبق لا يعني أن كل شيء يتم التعرّض له في وسائل الإعلام الاجتماعي مقبول، فهناك الغث

والسمين لكن الأمر الذي يدعو للفخر به وجود فئة من الشباب الطموح الساعين باتجاه التغيير نحو الأفضل وهذه المواقع منحتهم الشجاعة في الانفتاح على ما يحيط من ثقافات شرط عدم المساس بكلمات التجريح؛ فقط تقبّل كل حوار يجب أن يقنعنا أن ثمة مساحة خُلقت في فضاء الكون وعلينا أن نتركها تمر بلا عبث حتى ينكشف القناع وينقشع الغبار!

فإن كانت الشريحة العظمى اليوم تستخدم السلطة الرابعة من خلال قناة الاتصال الاجتماعي للوصول لشرائح مختلفة الثقافات والتطلعات لكنها في الواقع صنعت قاعدة عريضة برؤية واضحة حتى أصبحت ريادة الأعمال والتسويق للمنتجات وإحداث تغييرات في السياسة والتنظيم في العديد من المجالات تنبع منها وصارت تؤثر بشكل

فعلي وتساهم في دعم مشاريع تنموية وإن كانت خاصة لكنها بسعي وعمل تمكنت من تحقيق الأهداف.

صدقًا ما يمكن لمسه فعليًا من وسائل الإعلام الاجتماعي كمية المشاريع التي نبعت من أفكار وجدت طريقها في فضاء الكون لأن تتحقق وهذا إن دلّ فإنما يدل على أن عقول شبابنا العربي مليئة بالأفكار النيّرة البناءة التي تقدمها كهبة للمجتمع والأصابع التي تحرّك هذا الإبداع ما هي إلا نسبة بسيطة من الموهبة بجانب الإصرار والعمل الدؤوب

للوصول لمستوى متقدم أو المحافظة على خط المقدمة كما أن توظيف الهبة بالرسالة التي يتم تبنيها تعني الصفوف الأولى في كل شيء لذلك لا بد من فتح أكثر من قناة اتصال كي يرسل الكون إشاراته فتتسع دائرة الخيارات وننجو من التقييد المدمّر.

رهام زعرب

تعليقات

إرسال تعليق

شكرا لك على الجهد الطيب والله ولي التوفيق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحث عن المشكلات المدرسية

طريقة العمل مع الحالات الفردية

جماعة الهلال الأحمر بالمدرسة