كيف تجيب عن اسئلة المراهقين المحرجة

كيف تجيب عن اسئلة المراهقين المحرجة

دعت الدكتورة منال عثمان الآباء إلى ضرورة تفهم مرحلة المراهقة والمتطلبات المستجدة التي تطرأ على أبنائهم من الشعور بالاستقلالية والخصوصية

مؤكدة أن هذه الفترة تعد من الفترات الحرجة في حياة الشباب فهي المرحلة الإنتقالية من الطفولة إلى النضج. وتحمل العديد من تساؤلات الآباء عن كيفية التعامل مع أبنائهم. فالتغيرات الفسيولوجية، النفسية، والعاطفية التي تحدث لهم تحتاج إلى الكثير من الإعداد والتفهم لكي نساعدهم على تجاوز صعوبات هذه المرحلة. وقالت أخصائية الطب النفسي بالمستشفى الأهلي: إن المراهق في هذه المرحلة يبدأ في ملاحظة التغيرات الجسدية المصاحبة للبلوغ وهذا يتطلب إعداده نفسيا لها بشرح طبيعة هذه التغيرات وأنها تعني الانتقال من مرحلة الطفولة إلى الرجولة أو الأنوثة. وتضيف كما يبدأ شعور الأبناء في هذه الفترة

برغبتهم في الاستقلال وإبداء رأيهم فهم يسعون إلى تكوين شخصيتهم المستقلة ويرفضون فرض الآراء عليهم. يجادلون.. يبحثون عن الخصوصية.. يشعرون

بالإحراج من انتقادهم.. يعانون من تقلبات مزاجية..

فإذا لم يتفهم الآباء طبيعة المرحلة ويتعاملون معها بحكمة فإما أن يعاند المراهق ويتمرد ويلجأ لأصدقائه أو ينزوي وينعزل ويفقد ثقته بنفسه ويفشل في بناء شخصية سوية. ونجده يعاني فيما بعد من أعراض القلق والرهاب الاجتماعي والشخصية الاعتمادية.

ولذا فإننا ننصح الآباء دائما بمصادقة أبنائهم وتقبل أسئلتهم وجدالهم.. وبأن يتمتعوا بقدر من المرونة في التعامل فلا يقبلوا الخطأ ولا يعنفوا ويرفضوا بدون مناقشه. كما أن السماح بقدر معقول من الحرية والاختيار يمنح الأبناء المزيد من الثقة بالنفس ويساعدهم على بناء شخصية استقلالية سوية.

وتؤكد د. منال أنه لابد أن نتقبل اختلاف الأجيال وبالتالي اختلاف الآراء والخبرات، فلم يعد مصدر ثقافة الأبناء الوحيد هو خبرة آبائهم.. بل أصبح هناك الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة التي قد يكون لها تأثير أكبر من الآباء.. لابد أن نتفهم هذا ونناقش الأبناء بعقلياتهم وثقافتهم. كما أن شغل أوقات الفراغ

بالهوايات والأنشطة من الأشياء الهامة جدا فهو سبيل الوقاية من الصحبة السيئة والانحرافات. كما أن الجو الأسري المستقر واتفاق الوالدين على سياسة واحدة في التعامل مع أبنائهم من الأمور المطلوبة في هذه المرحلة وبناء على ما سبق تقول الدكتورة منال: أعطوهم مساحة من الحرية تحت إشرافكم.. ناقشوهم.. أشعروهم بالحب لا بالسلطة الأبوية.. كونوا أقرب إليهم من أصدقائهم..

تقبلوا أخطاءهم ووجّهوهم بحب.. عززوا ثقتهم بأنفسهم.. امدحوهم.. سلحوهم بالدين منذ مرحلة مبكرة.. أشركوهم في بعض القرارات الأسرية.. اصطحبوهم في مجالسكم من وقت لآخر لكي يكتسبوا المهارات الاجتماعية..

أعطوهم حرية الاختيار في بعض أمورهم.. أشعروهم بافتخاركم بهم.. وأخيرا ندعوا الآباء إلى تقبل أن أطفالكم أصبحوا كبارا فساعدوهم عل الوصول لمرحلة النضج بسلام.

كيف تجيب عن اسئلة المراهقين المحرجة