خجل المراهقين.. ممر إلزامي لابد من اجتيازه

خجل المراهقين.. ممر إلزامي لابد من اجتيازه


مهما اختلفت ثقافات الشعوب، وتبيانات المجتمعات، فإن مشكلة الخجل عند المراهقين تشكل قاسما مشتركا يمكن أن يؤثر سلبا في مسيرة الجيل الصاعد الدراسية، ويعوق إمكان اندماجه في المجتمع والحياة العملية.

وإذا كان الخجل عند المراهقين يعد حالة طبيعية عندما يكون ضمن حدوده المقبولة، إلا أنه عندما يزيد فسوف يشكل عائقا أمام النمو النفسي يعاني المراهق من آثاره حتى فترة النضوج. من المعروف أن الخجل ممر لابد أن يجتازه المراهق بطريقة أو بأخرى، إذ يعد نوعا من الكف العصبي أو الكبح النفسي ويأتي على عدة أشكال وصور..

قد يصل الخجل بالمراهق إلى عدم قدرته على سماع ما يقوله الكبار أو الغرباء وهم يتحدثون إليه وفي أحيان كثيرة لا يتجرأ على رفض أي شيء لأنه يكون مسكونا بفكرة عدم الإساءة إلى الآخرين ولعل ذلك هو أروع ما في خجل المراهقين ولكن ما يفصل الخجل عن الإقدام مجرد غشاء رقيق يتمزق في لحظة ما من التطور النفسي لرجال ونساء المستقبل. إلا أن خجل المراهق يتلاشى أمام الكبار حين يكون بصحبة أقرانه حيث تنطلق قريحة الجميع ويأخذون بالحديث وكأنهم شخص واحد ولا عجب في ذلك إذ يعيشون توأمة نفسية، أو ما تسمى أخوة رفقة سنوات العمر الأولى. والخجل ناجم عن صورة مشوهة يحملها المراهق بعد أن يتعدى مرحلة الطفولة الأولى، وهي ليست سيئة – في حد ذاتها – كونها تحمل في طياتها مقارنة أولية يقوم بها العقل بين قدرات الطفل وقدرات الكبار، حيث نجده شغوفا دائما بمراقبتهم، تلك المقارنة تضمن شيئين أساسيين: تقليد الكبار، والمحافظة على الذات من مخاطر المجازفة.

غير أن الخجل يأخذ طابعا مرضيا حين يتحول إلى خوف من الفشل عند الإقدام على أي فعل يقوم به المراهق ويصل الأمر ذروته عند إنهاء الدراسة الثانوية التي لا تعد امتحانا لفحص المعارف بل نقطة فاصلة بين خجل الطفولة وجسارة النضج والانطلاق.. ولا تعد مشاعر القلق التي يشعر بها المراهق في هذه الفترة خطرا عليه، بقدر ما تعبر عن مظاهر معركته مع الحياة ويعتمد تفتح الشخصية اعتماداً كلياً على قدرة الشاب الصغير على تخطي هذه المرحلة، ما يفرض على الأبوين مسؤولية كبيرة في مساعدته لاجتياز المرحلة بأمان، إذ يجب عليهما تقدير أي حماس يبديه المراهق لأبسط نجاح يحققه لأنه يمر بمرحلة جمع القوى الحيوية لوثبة حياته الكبرى.

ولعل اعتماد برنامج مدروس لإثراء ثروة المراهق اللغوية بمفردات "حسب رأيي الخاص" و"أتصور" و"ما اعتقده" إلخ.. يشكل لبنات أساسية لزرع الثقة بالنفس التي لا يمكن أن تأتي دفعة واحدة مهما كان مستوى ذكاء المراهق.

إن الخجل مرحلة طبيعية ورد فعل عادي وجزء من آلية تطور الشخصية فقد كان البدو على حق حين يباركون صبيا يتمتع بخجل الفتيات ذلك أن مثل هذه المشاعر تنم عن فهم وإدراك عميق لنظام الجماعة الأخلاقي وتترجم رغبة الفتى في الانضواء تحت سقف قيم مجتمعه. أما الجوانب الحادة من مظاهر الخجل التي تتصف بابتعاد المراهق عن صحبة أقرانه أو المشاركة في نشاطاتهم.. فيجب أن ينظر إليها على أنها نذير توقف تطور شخصية الفتى، ما يحتاج إلى طبيب متخصص للعلاج الذي يعطي نتائج ناجحة إن أحسن الأبوان التعامل مع الحالة والأخذ بيد الفتى شيئاً فشيئاً لإخراجه من دهاليز الخجل وعقدته تجاه الآخرين .



منقول عن جريدة الشرق القطرية

1-3-2011م

موضوع كامل عن الخجل واعراضة واسبابه وعلاجة
على الرابط الاتي


مدونة الاخصائي الاجتماعي

sayedismail@hotmail.com



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحث عن المشكلات المدرسية

طريقة العمل مع الحالات الفردية

جماعة الهلال الأحمر بالمدرسة