شواطئ الكلمات

العُشب على الضفة الأخرى أخضر 2010-11-25 لماذا يا ترى حين نكون على ضفة نهر وننظر تحت أقدامنا نرى الحجارة والأغصان المفتتة والرمال المختلطة بالأعشاب الصفراء، ولكن حين ننظر إلى الضفة الأخرى فإننا نرى العشب الأخضر والمنظر الخلاب؟؟ هل يعني ذلك أننا كلما اقتربنا من المكان أو الأشخاص رأينا حقيقتهم وعيوبهم التي كانت تخفيها المسافة؟ أم أن طبيعتنا البشرية تجعل من الممنوع مرغوباً ومن البعيد حلماً ندفع أغلى الأثمان في سبيل امتلاكه، فإذا امتلكناه زهدنا به ولم نعد نعرف قدره؟ إن هذه المعادلة المؤلمة كثيراً ما تحدث معنا بل تكاد تكون هي الحقيقة التي لا يتناطح عليها كبشان، فهذا ما يحدث في العلاقات بين طرفين، حين يكون الأمر أشبه برؤية نجم ساطع في السماء ويكون الوصول إليه هو الحلم الذي تنام وتصحو عليه أطراف العلاقة، وحين يصبح الحلم حقيقة وتطول يد الواقع ذلك النجم، حتى يغدو ماسة تزين أنامله، حينها يبهت لونه ويفقد بريقه وتتحول نظرات ذلك الحالم إلى السماء ربما بحثاً عن نجمة أخرى وربما لأن عينيه لم تعد ترى روعة ما بين يديه.. إننا جميعاً نعرف خطورة الرمال المتحركة التي تسحب الإنسان بنعومتها الشديدة حتى يغوص ...