بعض معالم السلوك المنحرف للشخصية المضادة للمجتمع

بعض معالم السلوك المنحرف للشخصية المضادة للمجتمع ..الدكتور جمال الشمري

 
الشخصية المضادة للمجتمع Antisocial Personality او تسمى الشخصية غير الإجتماعية Asocial Personality وتسمى ايضاSociopathy وهي شخصية إضطرابية منحرفة عن المعايير الإجتماعية ورافضة لقواعد السلوك الإجتماعي، وتتوائم من حيث الخصائص مع الشخصية السايكوباتية، وغالبا ما تظهر في اسر لها تاريخ إضطرابي، مثل انواع القلق المرضي، والمعاناة من العزلة، والشعور المستمر بالوحدانية، والحزن المستمر .
يتميز المصاب بهذا الإضطراب بسلوك مضاد لأي مسعى انساني اوعمل جيد يقوم به اي فرد او جماعة ينال به رضا الأخرين، ويعجز هو عن تحقيقة، ويجعل المصاب هذا الفرد او الجماعة هدفا للنيل منهم، ويتعمد اعاقة عملهم، تحقيقا لرغبة مفرطة بإلحاق الأذى بمن يجعله هدفا لسلوكه العدواني . يسبغ على سلوكه العدواني غير الإجتماعي مبررات اخلاقية، ويعطي لنفسه الحق في الحكم على سوء ورداءة عمل الأخرين ومعاقبتهم والإنتقام منهم نيابة عن المجتمع، وينًصب نفسه محاميا ومدافعا عن القيم، ويلصق التهم والصفات الرديئة الباطلة بالأخرين، وينتقم منهم بقساوة تعويضا عن عجزه في تحقيق اي انجاز ذي مغزى معنوى او مادي .
تتجاوز خطورة سلوك المضطرب الذي يعاني من هذا الإضطراب خطورة سلوك المضطرب السايكوباتي في كونه ينتقي اهدافه بخبث شديد، ويتخفى خلف اشخاص او اسماء مستعارة كي لاينكشف امره، ويستغل كل وسيلة مبتذلة اوخسيسة لتحقيق رغباته المريضة والنيل من ضحيته. المضطرب يظهر للأخرين كشخص عادي يتمتع بقدرات عقلية ومهارات عادية ويصعب تمييزه، بل هو نفسه ينكر بان سلوكه مضطرب وغير عادي ، ولا يلاحظ تمركزه المفرط حول ذاته وانانيته المفرطة، ولا يعتقد ان الإنتقام من ضحيته اوضحاياه هوعمل مشين، بل يجد فيه لذة ويتمتع متشفيا بحال الضحية حتى وان كانت الضحية من المقربين اليه .
يلحق الضرر بضحيته او ضحاياه بطريقة غير مباشرة وقد يستخدم الأخرين بخبث، او يخفي شخصيته الحقيقية مستخدما اسماء اوالقابا وهمية عندما يحقق رغباته في الإنتقام والحاق الضرر بالضحية , فهو صلف يقذف الأخرين بأشد النعوت الباطلة ويلفق الأكاذيب للنيل منه، ولايراعي مشاعر الأخرين عندما يكيل اليهم الشتائم والألفاظ النابية خارج اطار العرف والياقة الأجتماعية او عندما يلحق الضرر بمصالحهم وممتلكاتهم، فهو خنوع ومطيع في الظاهر وعدواني قاسي عندما يجد فرصة مناسبة للنيل ممن جعله ضحية له .
وهو كثير الحسد ويتميز بغيرة مفرطة مما يفعله او ينجزه الأخرون من عمل جيد ، يخرق الأعراف والقواعد الإجتماعية والقوانين بطريقة مبطنة، حقيقته هي غير ما يظهرها، وقد تراه يتظاهر بالدين وهو منافق ويخرق اصول الدين، او يدعو الى الفضيلة وهو داعر في الباطن، ويدعي بالأخلاق والأمانة والشرف وهو محتال كذاب سارق، ويسقط جميع صفاته ورذائله على ضحيته .
يصعب دائما ان تجد سببا لدوافعه الشريرة كما هو الحال في الشخصية السايكوباتية، تراه يفرح بصمت عندما يرى الأخرين يتعذبون ، ويشترك مع الشخصية السايكوباتية بمجموعة خصائص اخرى منها، المبالغة في تقدير قيمة ذاته، وسطحية تفكيره وعواطفه ومشاعره، تتصف علاقاته الشخصية مع الأخرين بالبرودة على الرغم من تظاهره بالإنفتاح في العلاقات الإجتماعية، يتميز بقساوة القلب لايعرف الرحمة والمودة والحنان ولا يهتم لمعاناة ضحاياه، جبان ينال من ضحاياه خلسة ولا يستطيع المواجهة بل يتخفى خلف اسماء والقاب وهمية لإخفاء شخصيته الحقيقة، متلون في سلوكه ومتناقض مع نفسه يدعي الأخلاق وهوفاسد ومتوحش ومضلل خبيث يلحق الأذى بالأخرين تمتعا وتلذذا بذات الأذى، طفيلي في نمط حياته واناني مستغل يستخدم الأخرين في تحقيق رغباته المريضة، سبق وان مارس سلوكيات سيئة قبل ان يبلغ سن 13 سنة مثل الكذب والسرقة والخداع والتخريب المتعمد، لايعترف بمسؤوليته عن الأخطاء التي يرتكبها والأفعال المشينة التي يقترفها، ولا يستطيع الإيفاء بتعهداته الأسرية .
يصعب علاج المضطرب وخاصة ان المضطرب لا يعترف بانه مصاب بل يتلذذ ويستمتع بما يفعله مما يعزز قناعته بصحة افعاله وقد يقضي قسم كبير منه في مؤسسات الإصلاح الإجتماعي نتيجة تماديهم في السلوك المنحرف وخرقهم لقواعد السلوك الإجتماعي والقوانين والأعراف الإجتماعية. ولكن العلاج النفسي ضروري للمضطرب لتخفيف اثار سلوكه المنحرف ويستخدم في الغالب العلاج المعرفي، والعلاج المعرفي السلوكي .
Jamal_alshamary@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحث عن المشكلات المدرسية

طريقة العمل مع الحالات الفردية

الأهداف الأساسية للمعسكرات :